قال مسئول تركي رفيع المستوى إن الرسالة التي بعث بها الرئيس التركي عبد الله جول لنظيره المصري المؤقت عدلى منصور كانت نتيجة لخطوة من قبل الحكومة التركية ل«تخفيف» حدة موقفها إزاء الإدارة الجديدة في القاهرة عقب عزل الرئيس محمد مرسى. وهنأ جول في رسالته الرئيس المصري المؤقت بمناسبة الذكرى 61 لثورة يوليو في مصر. وقال المصدر، الذي رفض عدم ذكر اسمه لصحيفة «حريت» التركية الصادرة اليوم الجمعة إنه تم اتخاذ القرار في اجتماع طارئ برئاسة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس الأول الأربعاء، والذي خصص في الأساس لبحث الملف السوري، ولكن جرى خلاله التطرق إلى التطورات في مصر والشرق الأوسط بالتفصيل. وأضاف المصدر أن هناك عدة أسباب وراء السعى لتخفيف حدة الموقف التركي إزاء التطورات في مصر، أولها أن أنقرة تفهم جيدا أن الاستقرار السياسي في مصر من شأنه أن يأخذ بعض الوقت نظرا لوجود انقسام ما بين مؤيد ومعارض للرئيس المعزول محمد مرسي. ثانيا، سيكون من الصعب محاولة دعم العودة إلى الديمقراطية في مصر في أقرب وقت ممكن بدون تفعيل القنوات الدبلوماسية بين أنقرةوالقاهرة إضافة إلى أن تركيا تلعب دورا تكامليا في الجهود المصرية في عملية السلام في الشرق الأوسط والنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني. وتابع المصدر أن التقديرات في وزارة الخارجية والاستخبارات التركية القائمة على أساس التوازنات السياسية في المنطقة لعبت فيما يبدو دورا مهما في تخفيف حدة لهجة أردوغان بشأن التطورات في مصر. واستطردت بأن تخفيف حدة موقف الحكومة التركية إزاء السياسة الخاصة بمصر ربما يكون له انعكاسات على سياسات أنقرة بشأن الملفين السوري والاسرائيلي-الفلطسيني. يشار إلى أن أردوغان أدان مرارا ما وصفه ب«الانقلاب العسكري» في مصر، ويصر على أن مرسي هو الرئيس الشرعي للبلاد.