ندد رئيس الوزراء التونسي علي العريض باغتيال النائب المعارض بالمجلس التأسيسي محمد البراهمي، مشيرا إلى أن هذا الاغتيال "يستهدف تونس بالكامل". وكان البراهمي لقي حتفه الخميس بعد أن أطلق مسلحون مجهولون ما لا يقل عن 11 رصاصة عليه أمام منزله بحي الغزالة بتونس، حسبما قال الصحفي كمال بن يونس ل"سكاي نيوز عربية". وقال العريض إن "اغتيال البراهمي يستهدف المسار السياسي التونسي والانقضاض على الثورة" التي أطاحت نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي مطلع 2011. وأوضح العريض أن الاغتيال "يسعى لإدخال البلاد إلى المجهول أو الفوضى أو الحرب الأهلية أو العودة إلى نقطة الصفر" حسب تعبيره. وتابع: "نندد بأعلى درجات التنديد بهذه الجريمة النكراء التي تستهدف تونس، ونترحم على روح الشهيد ونعزي أقاربه". ودعا رئيس الوزراء "الشعب التونسي بالكامل ألا يتركوا فرصة لكل دعوة للفتنة أو التقاتل. نحن في تونس ليس لنا من سبيل لحفظ ثورتنا واستقرارنا إلا الحوار والتوافق وسائر الأساليب الحضارية". وأكد أن الحكومة ستتوصل إلى من وقف وراء اغتيال البراهمي وسوف تستمر في القيام بواجبها الوطني لحفظ الأمن وملاحقة الجريمة". ومن جانبها، اتهمت شهيبة البراهمي الخميس، حركة النهضة الإسلامية باغتيال شقيقها محمد البراهمي، بينما أضرم محتجون غاضبون النار في مقر الحركة في مدينة سيدي بوزيد. ويعرف حي الغزالة بأنه معقل السلفيين في تونس، وكان بعض المتهمين بتفحير قطار مدريد قبل عدة سنوات تونسيين من هذا الحي. وأوضح الصحفي كمال بن يونس أن البراهمي، الذي أعلن قبل أيام أنسحابه من حركة الشعب "لأنها تسير في اتجاه قريب من السلطة"، شخص معروف بانتقاداته العنيفة لحركة النهضة التي تقود الحكومة وتيار الإسلام السياسي. وجاء اغتيال النائب والمعارض التونسي، في نفس اليوم الذي أعلنت فيه السلطات التونسية التعرف على مدبري اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد، الذي قتل في السادس من فبراير الماضي بتونس. وكان اغتيال بلعيد قد دفع إلى استقالة حكومة رئيس الوزراء حمادي الجبالي، وحدوث أزمة سياسية كادت أن تخرج المرحلة الانتقالية في تونس عن مسارها. كما جاء اغتيال البراهمي في يوم ذكرى الجمهورية في التونس، وكان ينتظر أيضا أن يتم الإعلان عن موعد الانتخابات البرلمانية. وقالت شهيبة البراهمي ل"فرانس برس": "حركة النهضة هي التي قتلت أخي. منذ اغتيال بلعيد كان لدينا إحساس بأن محمد البراهمي سيلقى نفس المصير". وأضافت شقيقة البراهمي التي تقطن مع والدتها في منطقة "سقدال" الريفية التابعة لمعتمدية سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد، "لا نريد بعد اليوم أن يعيش معنا أصحاب اللحى". وعمد محتجون غاضبون على اغتيال البراهمي إلى إضرام النار في مقر حركة النهضة بمدينة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية التي أطاحت في 14 يناير الرئيس السابق زين العابدين بن علي. وقال الصحفي التونسي، جمال العرفاوي، ل"سكاي نيوز عربية" إن "عملية الإغتيال كانت متوقعه لأن زوجة شكري بلعيد حذرت الأربعاء من اغتيالات". وأشار إلى أن القوات الأمنية وضعت يدها الأسبوع الماضي على مخبأ للأسلحة بحي الغزالة، مضيفا أن عملية الاغتيال شبيهة بسيناريو اغتيال بلعيد، الذي قضى بإطلاق مسلحين يستقلون دراجة نارية الرصاص عليه. يشار إلى أن البراهمي، المعروف بتوجهاته القومية العروبية، عضو بالمجلس التأسيسي الذي يعمل على صياغة دستور جديد للبلاد. وتبذل تونس جهودا مضنية لاجتياز مرحلة الانتقال الديمقراطي بعد إطاحة بن علي في 2011، حين شهدت تونس أولى ثورات ما بات يعرف بالربيع العربي.