بدأ رجال أمن تونسيون، اليوم الخميس، في معاينة مكان اغتيال محمد البراهمي، القيادي بائتلاف الجبهة الشعبية التونسية المعارضة، أمام منزله الكائن بمنطقة الغزالة بمحافظة أريانة (شمال). وأفاد مراسل الأناضول بأن وحدات من "الشرطة الفنية لمكافحة الإرهاب" بدأت معاينة مكان الجريمة، وجمع العينات والبصمات. وتداولت وسائل إعلام محلية نقلا عن شهود عيان أن شخصان يستقلان دراجة نارية أطلقا النار على البراهمي قبل أن يلوذا بالفرار. من جانبه، لم يستبعد فتحي العيادي رئيس مجلس شورى حركة النهضة التونسية (التي تقود الائتلاف الحاكم) تورّط قوى خارجية في عملية اغتيال البراهمي. وقال العيادي لمراسل الأناضول "لا أستبعد وقوف قوى خارجية (لم يسمّها) لا ترغب في نجاح العملية الديمقراطية في تونس وتسعى الى تقويض استقرار دول ربيع العربي". وأضاف أن "عددا من القوى الخارجية تدخلت في الشأن المصري، وساعدت في الانقلاب على العملية الديمقراطية، وهذه القوى تسعى الى استنساخ الأزمة المصرية في تونس". وعزل الجيش المصري الرئيس السابق محمد مرسي يوم 3 يوليو الجاري، وأسند رئاسة البلاد بشكل مؤقت إلى عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا لحين إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. ورفض العيادي اتهام أي جهة باغتيال البراهمي قائلا: "من غير الممكن اتهّام جهة بعينها في عملية الاغتيال التي نغّصت على التونسيين فرحتهم بذكرى قيام الجمهورية (الذي يوافق 25 يوليو 1957)"، ودعا السلطات إلى الكشف في أسرع وقت عن المتورطين في اغتيال البراهمي. وعلى صعيد متصل، نظم عشرات التونسيين، مساء اليوم، وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الداخلية بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية تنديدا باغتيال البراهمي. ورفع المشاركون في الوقفة، لافتات تدعو إلى "العصيان حتى يسقط النظام"، كما رفعوا صورا لشكري بلعيد الزعيم اليساري الذي تم اغتياله من قبل مجهولين في السادس من فبراير الماضي، ولم يتم التوصل إلى مرتكبي الحادث حتى الآن. ولم تسجل الوقفة أية اشتباكات بين المتظاهرين ورجال الأمن الذين تمركزوا بشكل مكثّف أمام وزارة الداخلية.