سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على تداعيات الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا على الأوضاع في قاعدة إنجرليك الجوية، والتي تضم ما يقرب من 50 قنبلة نووية مُخزنة في 21 موقعًا، وتبعد 68 ميلا فقط عن الحدود السورية، مشيرة إلى أن استخدام قاعدة "إنجرليك" من قبل المتمردين تثير التساؤلات حول دور تركيا بحلف شمال الأطلسي "الناتو" وتجعل منها حليفًا ذا مخاطر في إطار الحرب ضد تنظيم "داعش". واعتبرت الصحيفة أن محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرضت لها حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الجمعة الماضية وما تلاها من غلق لقاعدة "إنجرليك" الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تثير شكوكًا جديدة حول مدى حكمة القرار الأمريكي بوضع أكبر مخزون من الأسلحة النووية في أوروبا في تلك القاعدة الواقعة جنوبي تركيا. وادعت الحكومة التركية أن بعضًا من مدبري الانقلاب العسكري كانوا يتمركزون في القاعدة، وقاموا بتسيير طائرة إلى خارج القاعدة، مما دفع السلطات إلى الإسراع في غلق القاعدة وقطع إمدادات الطاقة عنها، ما تسبب وبصورة مؤقتة في وقف عمليات الطيران الأمريكية ضد مسلحي تنظيم داعش في سوريا. ونقلت الصحيفة عن هانز كريستنسن، خبير الأسلحة النووية في مؤسسة "اتحاد العلماء الأمريكيين" قوله: "أعتقد أن الدرس الأساسي الذي يجب تعلمه هو أن فوائد تخزين الأسلحة النووية في تركيا قليلة جدًا، لكن المخاطر تزداد بصورة كبيرة خلال الأعوام ال5 الماضية." وأضاف كريستنسن، "أقول أن الوضع الأمني في تركيا وفي المنطقة المتواجد بها القاعدة الجوية لم يعد مُطابقًا لشروط السلامة التي تضعها الولاياتالمتحدةالأمريكية لعملية تخزين الأسلحة، ولذا فقد حان الوقت لسحب تلك الأسلحة." وأشارت الصحيفة إلى أن هناك 180 قنبلة نووية في أوروبا في المجمل، وتحديدًا في ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا، بالإضافة إلى تركيا. من جهته، قال أيان كيرنز، مدير شبكة القيادة الأوروبية، منظمة بحثية: "إذا كانت الأسلحة النووية متمركزة في قاعدة متواجدة في منطقة مضطربة، فإن الأجهزة الاستخباراتية تشير إلى أنها هدف للهجمات الإرهابية، حيث لم يعد مجديًا الإبقاء عليها هناك." وألمح "كيرنز" إلى أن الانقلاب واستخدام قاعدة "إنجرليك" من قبل المتمردين، أموًا يثير التساؤلات حول دور تركيا بحلف شمال الأطلسي "الناتو" ويجعل منها حليفًا ذا مخاطر في إطار الحرب ضد "داعش" وذكر أرون ستين، كبير الزملاء المقيمين في مؤسسة "أتلانتيك كاونسيل" البحثية، "الأمر يثير شكوكًا كثيرة حول قدرة تركيا على العمل داخل الحلف إذا كان جيشها لا يمكن الثقة به". وأضاف ستين" قيام قادة الانقلاب بالتحليق فوق قاعدة (إنجرليك) يفرض سيناريوهات كثيرة لم يخطط (الناتو) لها."