حالة من الغليان والغضب سادت صفوف الأئمة والدعاة خلال الساعات الماضية، بعدما أعلنت وزارة الأوقاف عزمها تفعيل نظام الخطبة المكتوبة بشتى منابر الجمهورية، غير أن تلك المبادرة قوبلت باستياء العدد من رجال الدعوة بالوزارة. مشروع تفعيل الخطبة المكتوبة، تضمن أن هناك فئات سيتم استنائها من ذلك، ليرتجلوا دون غيرهم في إلقاء الخطبة، الأمر الذي دفع "التحرير" لطرح تساؤل حول مهية تلك الفئات المستثناة من الخطبة المكتوبة !. قالت مصادر مسؤولة بوزارة الأوقاف، ل"التحرير"، إن قرار وزير الأوقاف بشأن تفعيل الخطبة المكتوبة على جميع منابر المساجد على مستوى الجمهورية يعد في المقام الأول سياسي وليس دعوي - كما يحاول البعض من أصحاب المصالح الترويج له، مؤكدة أن القرار ليس سياسي فقط؛ بل أن المعايير التي سيتم التعامل معها بشأن الأشخاص أو الفئات المستثناة من الخطبة المكتوبة ستكون سياسية ولا تخص الكفاءة أو معايير العمل الدعوي، وسيكون شعارها المجاملة لا القدرات الدعوية. كشفت المصادر التي فضّلت عدم ذكر أسمائها، أن الفئات المستثناة من العمل بنظام الخطبة المكتوبة ستكون لهم الحرية الكاملة في إلقاء الخُطبة ارتجالًا، هم: "رجال الأزهر، رجال الإفتاء، ومجمع البحوث الإسلامية، وبرلمانيون، وأئمة وقيادات بالأوقاف، وشخصيات صوفية وسلفية". رجال الأزهر حرصت وزارة الأوقاف على عدم وضع بعض رجال مشيخة الأزهر الشريف في حرج حيال التزامهم بتفعيل الخطبة المكتوبة على المنبر، خاصة من اعتاد منهم الصعود واعتلاء المنابر، أمثال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، والدكتور عبدالمنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدي،ن والعديد من الشخصيات الأزهرية، خاصة من أصحاب القرار داخل مشيخة الأزهر. رجال الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية من بين الفئات المستثناة من تفعيل الخطبة المكتوبة حيال تطبيقها رسميًا من قبل وزارة الأوقاف - بحسب المصادر، رجال دار الإفتاء، أمثال المفتي والقائمين على لجان الإفتاء المختلفة، خاصة المقرّبون من وزير الأوقاف، وعلى رأسهم إبراهيم نجم، والشيخ سعيد عامر، مدير عام لجنة الفتوى، ومجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الجمهورية، وكذلك أعضاء مجمع البحوث الإسلامية، ورؤساء لجان المجمع كافة. برلمانيون اللجنة الدينية بمجلس النواب بكامل أعضائها دخلت نطاق المعفيّين من تفعيل الخطبة المكتوبة، خاصة أن وزير الأوقاف يرى في اللجنة الدينية المَسند التشريعي والقانوني في دعم بعض قراراته وكذلك في مساندته حيال الهجوم البرلماني على بعض وقائع الفساد. أئمة وقيادات بالأوقاف أضافت المصادر: "وزارة الأوقاف جعلت المقربين من الوزير ومن يعمل بسياسة السمع والطاعة المعيار الأساسي في رسم الصورة بأن تلك القيادات تستحق التميّز والتقدير، الأمر الذي سيجعل وزير الأوقاف يقوم باختيار فئة معينة من شتى القطاعات بالوزارة للخطابة ارتجالًا والابتعاد عن الخطبة المكتوبة من باب الحفاظ على مكانتهم، ناهيك عن السماح لجميع الوكلاء ومديري العموم والمفتشين بالمديريات في المحافظات، اعتلاء المنبر وإلقاء الخطبة ارتجالًا". شخصيات صوفية وسلفية تابعت المصادر: "بعض الشخصيات الصوفية سيكون لهم نصيب من عدم تفعيل نظزام الخطبة المكتوبة، ومن بين تلك الشخصيات الصوفية، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، عبدالهادي القصبي، وكذلك أعضاء المجلس الأعلى للصوفية، وأيضًا نقيب الأشراف، محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، وكذلك شخصيات سلفية تمتع بنفوذ قوي في بعض المحافظات، أمثال ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية". أشارت المصادر، إلى أن تلك الفئات المستثناة لن يتم استثنائهم بموجب قرار رسمي من وزير الأوقاف؛ بل سيكون ذلك عن طريق التوصيات المباشرة بالسماح لهم باعتلاء المنابر دون الالتزام بالخطبة المكتوبة في شتى المحافظات.