سحب يوسف الشريف الأنظار إليه فى فيلم «فتح عينيك» أكثر من بطل الفيلم مصطفى شعبان، واستمر فى جنى وجمع نظرات واهتمام الجمهور خلال خطواته فى السينما إذ شارك بدور ذى مساحة كبيرة دراميًّا فى آخر أفلام الراحل يوسف شاهين «هى فوضى»، لكن التفاعل بينه وبين جمهور السينما لم يكن مثل تفاعل جمهور الشاشة الصغيرة، كما كانت أمنيته فى آخر أفلام «العالمى» أن يحترف، ليترك السينما ويقرر يدخل المنافسة محترفا مجال الدراما التليفزيونية، حيث قدم مع آخرين منهم محمود عبد المغنى، وعمرو يوسف، وأمير كرارة، ودينا الشربينى، مسلسل «المواطن اكس» أواخر عام 2011، الذى أسهمت حالة الزخم السياسى مع شهر رمضان فى أن يكون من أكثر ما يتابعه المشاهدون، يوسف كان البطل بشخصية أحمد قاسم أو إكس، الذى كانت الأحداث كلها تدور حول موته، عالم كامل تهاوى، علاقات تدمرت وعلاقات نشأت، وأسهم أيضا فى تضخيم هذه الحالة ما تردد من أن المسلسل يعتمد على ما حدث لخالد سعيد الذى كان مقتله إحدى شرارات 25 يناير. على غرار ما حدث بعد نهاية عرض مسرحية «مدرسة المشاغبين» وانقسام فرقة «الفنانين المتحدين» استغلالا للنجاح، فذهب عادل إمام لمسرحياته منفردا، وبقى سعيد صالح مع حسن مصطفى وأحمد زكى ويونس شلبى معا، وذهبت سهير البابلى فى اتجاه ثالث، نفس الحال مع مجموعة «المواطن إكس» ذهب يوسف منفردا لبطولة مسلسلين هما «زى الورد» و«رقم مجهول»، الأخير حظى بالاهتمام الأكبر، إلى جانب مسلسل باقى المجموعة «طرف ثالث»، يوسف ركز على الدراما التليفزيونية خلال العامين الماضيين، ويقدم هذا العام مسلسل «اسم مؤقت» الذى يُعَدّ قبوله لدوره فيه مغامرة، بسبب طبيعة المسلسل الذى ينتمى إلى نوعية الإثارة والحركة، وهو اللون الذى يعد جديدا على مشاهدى الشاشة الصغيرة، بخلاف أن شخصية يوسف رمزى فى المسلسل هى لغز، إذ يتطلب أداؤها أكثر من مجرد التمثيل، بسبب مشاهد الحركة التى تقوم بها الشخصية. اهتمامات الشريف الرياضية ساعدته فى مشاهد الحركة حتى الآن، فإلى جانب أن إخراج المعارك يظهر بشكل جيد وتنفيذه محكم بالنسبة إلى مسلسل تليفزيونى، لكن خبرة الشريف فى ممارسة الرياضات القتالية تساعد إلى حد كبير فى إظهار الصورة بأقصى قدر من الواقعية، على الرغم من غرابة هذه المشاهد أحيانا لعدم وجودها فى الدراما التليفزيونية، لذلك فالمهمة تقع عليه فى أن يبدو مقنعًا، هذا بالطبع إلى جانب الأداء الذى تَحوَّل بشكل عكسى تماما من الحلقة الأولى إلى الثانية، إذ كان يوسف يعرف من يكون فجاء التعبير عن ذلك بثقة فى طريقة السير والحديث، وعلاقات قوية يسيطر عليها، يعطى أوامر فتُطاع. لكنه بالطبع تَحوَّل فى الحلقة الثانية نتيجة الإصابة بفقدان الذاكرة إلى شخصية أكثر شكا أقل ثقة، يملك مهارات لا يعرفها، تحمل ملامحه الدهشة بعد أن فاجأت نفسُه نفسَه بما تستطيع عمله، بالطبع كل هذا حمل على الشريف ليقدم تحولات الشخصية النفسية الدائمة التغير كلما تذكر شيئًا، ليسير نحو ثقة مفتقَدة، بالطبع ما زال الوقت مبكرًا للحكم، لكن يبدو أن الشخصية ستمر بمراحل تطور مع تصاعد الأحداث ومعها بالتأكيد أداء الشريف، الذى أثبت أنه حتى الآن قادر تماما على ملء الشخصية بأدائه. يوسف الشريف يبدو وجهه محايدًا مستعدًّا دائمًا لزرع الانفعال عليه، يضحك ويبتسم ويغضب ويصمت مؤكدًا أنه يعرف جيدا الطرق التى تقود إلى الشخصية التى يؤدِّيها، يملك مفاتيحها ويفكك ألغازها بخطوات أحادية للجمهور عن طريق الانفعات التى يترجمها بناء على الشخصية التى غالبا ما تمرّ بصعاب لكنها دائما تحمل وجهه الهادئ المستعد لأن تنقبض عضلاته معبِّرة عن انفعال ما، دون انفعال من الشريف نفسه.