الحادثة وقعت أمام مسجد سنى وسط اضطرابات سياسية ومطالب المواطنين الشيعة بإصلاحات ديمقراطية يبدو أن حالة التوتر بين السنة والشيعة فى البحرين قد تزداد الأيام المقبلة مع انفجار سيارة ملغومة أمام مسجد سنى فى حى الرفاع، جنوب العاصمة المنامة، الذى يقيم فيه أفراد الأسرة الحاكمة، وتعانى البلاد اضطرابات سياسية منذ عام 2011، إذ يطالب المواطنون الذين يشكل الشيعة غالبيتهم بإصلاحات ديمقراطية، معارضين ما يسمونه سياسة التمييز التى يقوم بها النظام السنى الحاكم. محاولة لتأجيج التوتر الطائفى، هكذا يصف المراقبون والمحللون الانفجار الذى جرى أمام المسجد السنى، ولم يسفر عن وقوع إصابات، وفى بيان لها قالت وزارة الداخلية البحرينية إن الشرطة تتعقب المهاجمين الذين استخدموا أسطوانة غاز وضعوها داخل سيارة متوقفة أمام المسجد، وذكر شهود أن الانفجار دمر عدة سيارات، لافتين إلى أنه وقع بالقرب من مقر الديوان الملكى فى منطقة الرفاع التى تبعد بضعة كيلومترات جنوب العاصمة. بدوره قال الملك حمد بن عيسى آل خليفة فى بيان نقلته عنه وكالة «أنباء البحرين» الرسمية إن «أهل البحرين طفح بهم الكيل ونفد صبرهم على تلك الأعمال التى لا تمت إلى أهل البحرين وأخلاقهم بصلة»، وأصدر خليفة تعليماته للأجهزة الأمنية، باتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق القانون، على من قام بالتفجير «بقصد إزهاق أرواح المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة التراويح خلال شهر رمضان». بينما قال وزير العدل خالد آل خليفة على حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «أيها المحرض الجبان سيأتيك جزاؤك فى الجحر الذى طوقت نفسك به، وسترى سوء عملك، ولا تلومن إلا نفسك، إذا كان الصبر على المنكر لحفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال واجبا، فإن إزالة المنكر لذات الأسباب أوجب». فى المقابل أرادت المعارضة البحرينية -التى تقودها جمعية الوفاق- نفى مسؤوليتها عن حادثة التفجير، وفى بيان لها أدانت الهجوم مؤكدة «رفضها أى عمل يهدف إلى ترهيب المدنيين»، لافتة إلى أنها «ضد أى أعمال ومشاريع العنف أيا كان مصدرها»، وأضافت «أن مطالب الغالبية السياسية المطالبة بالتحول الديمقراطى لها حراكها السلمى منذ عامين ونصف العام وهو مستمر فى منهجه السلمى». وشهدت البحرين منذ فبراير 2011 حركة احتجاجات يقودها الشيعة، ورغم إخماد حركة الاحتجاجات، فما زال المواطنون يتظاهرون فى القرى المحيطة بالمنامة، ويتعثر حوار وطنى بدأت جلساته فى العاشر من فبراير الماضى بين ممثلين عن السلطات والمعارضة من أجل إخراج البلاد من أزمتها السياسية، كما تم تعليق الجلسات فى ال27 من يونيو الماضى لعطلة الصيف على أن تستأنف فى ال28 من أغسطس.