عبر طرقات متهالكة، وقرية غابت عنها الخدمات الأساسية كالمياه والصرف الصحي والوحدات الصحية، في ظروف أجبرت المواطنين أن يتركوا بلادهم ليذهبوا للعمل ويخاطروا بحياتهم من أجل لقمة العيش وكسب قوة حياتهم، لكن ذلك لم يكن شفيعًا لهم أمام العصابات المسلحة في دولة ليبيا لتختطفهم وتعيش أسرهم لحظات الرعب بعد اختطافهم من قبل جماعة مسلحة أثناء سفرهم منذ شهر مارس الماضي. "التحرير" ألتقت أسر القناوية المختطفين في ليبيا بقرية البطحة بمركز نجع حمادي شمال قنا، ليتحدثوا عن معاناتهم عقب سماعهم خبر اختفاء أبنائهم واختطافهم من قبل جماعات مسلحة، دون تدخل الحكومة المصرية وعدم معرفة الحكومة بالواقعة من الأساس. في البداية قال عزي عسران بصري، عم المختطف أحمد محمد عسران، إن نجل شقيقه سافر إلى دولة ليبيا للعمل في أواخر شهر مارس الماضي بصحبة 6 آخرين منهم 5 أشخاص من قرية البطحة بمركز نجع حمادي شمال قنا، وآخر من مركز دشنا، ومنذ ذلك الحين لم يسمعوا أي شيئ عنهم سوى أنهم تم اختطافهم على يد جماعة مسلحة. وأضاف "بصري"، أن أسرته علمت بخبر اختطافهم من قبل مواطنين قناوية يعملون في ليبيا ومنذ 3 أشهر لم يعرفوا مكانهم أو يعلموا عنهم أي شيئ، ولم تعرف الحكومة شيئًا عن الواقعة. وقالت الحاجة صباح محمد، والدة المختطف نبيل قناوي، إن لم تسمع ولا تعرف عن نجلها من قرابة 3 أشهر، عقب سفره للعمل في دولة ليبيا واختطافه بصحبة مجموعة. وطالبت الحكومة والرئيس عبد الفتاح السيسي، بمحاولة التوصل إلى نجلها وحل مشكلته وتحريره من أيدي المختطفين وعودته إلى وطنه، قائلةً: "عاوزه ولدي حي أو ميت حتى لو جثة.. هاتلي ولدي ياريس". وأشار طلعت عبد الفتاح بكري، شقيق المختطف محمد عبد الفتاح، إنه منذ 3 أشهر سافر شقيقه مع مجموعة من قرية البطحة للعمل في ليبيا وبعد يومين أو 3 أيام من وصوله انقطعت أخباره وقاموا بالاتصال بأشخاص مصريين في ليبيا وعلموا من خلالهم أنهم تم احتجازهم داخل مطار يدعي "مطار غريانة" واختطافهم ليعملوا داخل المطار بالقوة الجبرية في مقابل الأكل والشرب ولم يعلموا أي شيئاً آخر عنه، ولم تتدخل الحكومة أو الخارجية المصرية أو حتى تعلم بواقعة اختطافهم. ولفتت الحاجة سعدية، والدة المختطفين رمضان إسماعيل وشقيقه أشرف، أن أبنائها سافروا للعمل في دولة ليبيا وتم اختطافهم، مطالبةً الرئيس بحل مشكلتهم وتحريرهم من الاختطاف قائلةً: "أعمل أي حاجة ياريس حتى خد بيتي وأرضي ورجعلي عيالي". ونوهت إلى أن ابنائها الإثنين تم اختطافهم دون أي سؤال من المسؤلين عليهم، مشيرةً إلى أنها منذ 3 أشهر لم تسمع صوت أبنائها أو تعرفهم أو حتى تقف إلى جانبها الحكومة المصرية وتتحدث إليها. وتجدر الإشارة إلى أن المختطفين هم "رمضان محمد إسماعيل، وشقيقه أشرف، ونبيل قناوي قليعي، وأحمد محمد عسران، وأسعد جهلان، ومحمد عبد الفتاح بكري، وجميعهم مقيمين بقرية البطحة غرب مركز نجع حمادي، وآخر مقيم بمركز دشنا شمال المحافظة.