مشوار فني طويل سلكته الفنانة عبلة كامل حتى صارت واحدة من أبرز الممثلات على الساحة، بل إنه لا يمكن البحث عن نجمة أخرى بديلة لها تقدم نفس الدور الذي كانت مرشحة له عبلة بنفس الأداء فهي لها طابعها الخاص الذي تصبغه على كافة الأدوار التي تقدمها سواء على شاشة السينما أو التليفزيون أو حتى المسرح الذي شهد بدايتها. ومع أن عبلة قدمت شخصيات متنوعة في بداية مشوارها، إلا أنها ارتبطت مؤخرًا بدور الأم سواء كانت من الطبقة اللأرستقراطية أو الشعبية أو الصعيدية، في النهاية الأم التي تقدمها عبلة ليس كمثيلتها، ونذكر واحدًا من أروع أدوارها وهو "فاطمة كشري" في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، الذي شهد تكوينها للثنائي الشهير بينها وبين الراحل نور الشريف، الذي رغم أن العمل تم عرضه منذ أكثر من 20 عاما، إلا أن الجمهور مازال متذكرًا لكل مشاهده، خاصة تلك التي تجتمع فيها عبلة بالفنان الراحل، أو بأبناءها، ويتم ترديد الجمل الحوارية التي قالتها عبلة في المسلسل، وهو ما يعد نجاحًا عظيمًا ليس من اليسير أن يجده الممثل. وهي أيضًا "جليلة" في "حديث الصباح والمساء"، والتي تجمعها علاقة مميزة ببناتها، ويعتبرها أهل المنطقة "مخاوية" أو لها علاقة بالعالم الآخر، وشهد هذا المسلسل تعاونها مع طليقها محمود الجندي، الذي جسد دور زوجها، كما ضم المسلسل مجموعة كبيرة من الفنانين منهم خالد النبوي، علا غانم، أحمد الفيشاوي، منة شلبي، والقصة للأديب العالمي نجيب محفوظ، وجسدت أيضًا الأم التي تخشى على أسرتها من التفكك حتى إذا خانها زوجها نور الشريف في مسلسل "عيش أيامك". وفي مجال الأعمال الشعبية، قدمت عبلة كامل شخصية الأم أيضًا في أفلام منها "اللمبي"، و"كلم ماما"، "سيد العاطفي"، "بلطية العامية"، "عودة الندلة"، وفي مسلسلات "عفاريت السيالة"، وفي "ريا وسكينة" قدمت علاقة شديدة الخصوصية ولا تسير على الخط المعروف بينها وبين ابنتها، هذا بالإضافة إلى بطولتها لأجزاء للدراما الصعيدية "سلسال الدم" والتي فازت نسبة مشاهدة مرتفعة على شاشة MBC مصر التي طرحته خارج موسم رمضان. وقبل أن تركز عبلة كامل في دور الأم ليشهد إطلالتها كل مرة على الشاشة مع اختلاف الظروف والأحداث، برعت عبلة في تقديم شخصية الفتاة التي تأخر بها سن الزواج، صاحبة البخت القليل في الحب والعواطف، حيث لم توفق في ولا قصة رومانسية، حتى باتت بمفردها في هذه الحياة، وهو ما يجعلها مشحونة بالكثير من المشاعر، كما حدث في أدوارها بمسلسلات منها "ليالي الحلمية"، و"هوانم جاردن سيتي"، و"أين قلبي"، وأفلام منها "هيستريا"، "سواق الهانم"، وكلاهما كانت تعشق فيه الفنان أحمد زكي. ولم تصل عبلة إلى هذه الأدوار فجأة، إنما سبقها اجتهادها في المسرح بعد دراستها في كلية الآداب، وكان أول عمل تشارك فيه هو مونو دراما "نوبة صحيان" على مسرح الطليعة، ثم تعاونت مع محمد صبحي في المسرحية الشهيرة "وجهة نظر"، ومنها إلى مسرحيات منها "الحادثة" مع الكاتب لنين الرملي، ثم اختارها صنّاع الدراما والسينما لتكون ضمن عناصر الأعمال الجديدة، ولم يكن طريقها مفروش بالورود، فهي لم تكن تمتلك القدر اللافت من الجمال الذي يجعلها نجمة الصف الأول لتقديم دور الفتاة التي يقع في غرامها الشباب، مع ذلك استطاعت اللعب في منطقة أخرى معتمدة على تلقائية أداءها، وملامح وجهها المصرية، التي تجعلها قريبة من المشاهد، ويعتبرها إحدى أفراد أسرته أو معارفه. ورغم كل هذا النجاح؛ إلا أن عبلة كامل تضع سياجًا حول حياتها الشخصية، إذ لا تسمح لأحد بتجاوز هذا السور، بل إنها لها موقف واضح وصريح من الصحافة والإعلام، فهي لا تجري أية حوارات سواء كانت للمواقع أو للصحف المطبوعة أو تليفزيونية لصالح أي برامج، وفسرت ذلك ذات مرة بأنها تشعر بالخجل الشديد الذي لا يجعلها قادرة على مواجهة الكاميرا في غير أوقات التصوير.