المسلسل ينفى أى تشابه بينه وبين الواقع.. وأحداثه تدور فى كواليس انتخابات الرئاسة المصرية خلال السنوات الأخيرة بدأ يلمع مسلسل الأكشن والتشويق كنوع جديد من أنواع الدراما الرمضانية، أغلب هذه الأعمال يتميز بشكل بصرى جيد، واجتهاد لمحاكاة الصورة الغربية الهوليوودية لمسلسل التشويق، ومن أبرز الأعمال التى تنتمى إلى عالم التشويق والأكشن والغموض هذا العام مسلسل «اسم مؤقت»، من تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج أحمد نادر جلال، وإنتاج «رايت ماركتنج»، المسلسل بطولة يوسف الشريف وشيرى عادل وزكى فطين عبد الوهاب، ويتميز المسلسل بتقديم أجواء من الإثارة والأكشن بصورة وإخراج مميزين، وما زالت قصته المثيرة تزداد غموضًا وتعقيدًا فى نهاية كل حلقة من حلقاته التى تدور على خلفية انتخابات الرئاسة المصرية والمنافسة بين عدد من المرشحين المنتمين إلى نوعيات مختلفة من الأحزاب السياسية المدنية والدينية، للوصول إلى مقعد الرئاسة، وقد حرص المسلسل فى بدايته على الإشارة إلى أن أى تشابه بين أحداث المسلسل والواقع هو من قبيل المصادفة. فى الحلقات الأولى، نرى رجل الأعمال الشاب يوسف رمزى الذى يجسد دوره يوسف الشريف، يعود إلى وطنه مصر بعد سنوات من العمل بأوروبا والوصول إلى أن يصبح شريكًا فى إحدى الشركات المهمة التى تعمل بمصر، وفور عودته يسعى لتمويل حملة أحد المرشحين للرئاسة بمصر مقابل شراكة من الباطن معه، لكن الشاب يتعرّض لحادثة يفقد فيها ذاكرته ويبقى فى مستوصف مغمور فى منطقة شعبية، وبعد إفاقته يحاول معرفة شخصيته، وبصعوبة بالغة يتمكّن من ذلك من خلال رقم هاتف مضيفة طيران تعرّف عليها وقابلها مرة واحدة، ومن خلالها عرف اسمه الحقيقى، وبعد محاولات يستطيع الوصول إلى بعض الشخصيات التى قابلها خلال الأيام التى سبقت الحادثة التى تعرّض لها، لكنه يفاجأ بأنهم ينكرون أنه يوسف رمزى الشخص الذى يدّعى شخصيته، بل يؤكد كثيرون أن يوسف رمزى شخص آخر مختلف تمامًا، وفى أثناء رحلته تلك يتعرّض لأكثر من محاولة اغتيال ومطاردة، لكنه يكتشف فى أثناء مقاومته هذه المحاولات الإجرامية امتلاكه قدرات قتالية عالية جدًّا، ويكتشف أنه ليس مجرد رجل أعمال شاب عادى، لكنه لا يستطيع تحديد كيف أصبح بهذه الإمكانيات والقدرة على التعامل مع شخصيات مدربة على حمل السلاح والقتال وهزيمتها بسهولة، وربما الثغرة الوحيدة فى هذا الأمر هو أن هذه القدرات لم تظهر فى أثناء حادثة سرقة سيارته والاعتداء عليه، وهو أمر تم ببدائية شديدة من خلال سيارة قطعت عليه الطريق ونزل منها مسلحون ضربوه وسرقوا السيارة. القصة رغم أنها فى بدايتها، لكنها تحمل كثيرًا من ملامح فيلم أمريكى شهير هو فيلم «غير معروف» Unknown، الذى أخرجه جون كوليسيرا عام 2011 عن سيناريو أوليفر بوتشر وستيفن كورنويل، وقام ببطولته ليام نيسون ودايان كروجر. ويحكى الفيلم الأمريكى قصة الدكتور مارتن هاريس، الذى يجسد شخصيته ليام نيسون، الذى يصل وزوجته إلى فندق بألمانيا لحضور مؤتمر علمى، وفى الفندق يترك زوجته عائدًا إلى المطار بحثًا عن حقيبة فقدها وفى أثناء طريقه إلى المطار يتعرض لحادثة، حيث يهوى التاكسى الذى يستقله فى النهر بعد اصطدامه بكوبرى، ويستيقظ من غيبوبة أصابته بسبب الحادثة، ليكتشف أن شخصًا ما قد انتحل شخصيته واستولى على هويته، وأصبح هو بلا هوية أو جواز سفر، وحتى زوجته أنكرت معرفتها به، وادّعت أن زوجها شخص آخر، ويحاول هاريس طوال الفيلم إثبات هويته بمساعدة من سائقة التاكسى التى تسببت له فى الحادثة، ويكتشف هاريس مؤامرة إرهابية تدبرها زوجته والشخص الذى انتحل هويته ضد شخصية أمير سعودى يمول مشروعًا علميًّا كبيرًا، وقد تعرض هذا الأمير فى السابق لعدد من المحاولات الإرهابية الفاشلة من خلال متطرفين عرب، وبينما يحاول هاريس وقف المؤامرة وإثبات شخصيته فى نفس الوقت، يكتشف أنه الشخص الذى كان مكلفًا فى الأصل بتنفيذ العملية الإرهابية ضد الأمير السعودى مع فريق الاغتيالات، وأن زوجته مجرد أحد أعضاء الفريق، وليست زوجته الحقيقية، ويستعيد ذاكرته تدريجيًّا ويكتشف مخطط اغتيال الأمير من خلال زرع قنبلة فى جناحه الخاص بالفندق قبل وصوله بأسابيع، وأن الفريق اضطر للدفع بشخص آخر محله بعد الحادثة التى تعرض لها وفقدانه الذاكرة، ويبدأ هاريس فى رحلة للتكفير عن جريمته مدفوعًا بإحساسه أنه شخص مختلف عما كان عليه قبل الغيبوبة، فيحاول إجهاض محاولة الاغتيال بكل الطرق. ما زال مسلسل «اسم مؤقت» فى بداياته، وهناك محاولة لتطويع القصة بصورة تلائم الأحداث المعاصرة والأجواء المصرية، وغير معروف إلى أى مدى سيظل التشابه بين قصة الفيلم الأمريكى وأحداث المسلسل فى الحلقات القادمة، لكن حتى الآن يغلب على المسلسل التأثر بالحبكة الرئيسية للفيلم مع بعض اختلافات فى بعض الأحداث والشخصيات، منها مثلًا تغيير شخصية سائقة التاكسى التى تساعد البطل إلى شخصية مضيفة طيران.