المجلة الأمريكية: عزل الرئيس الإخوانى كان نتيجة لشرعيته «الملغومة» وعدم قدرته على حكم البلاد «لا أحد يرضى بسفك الدماء والانقسام الذى ينتشر فى شوارع القاهرة فى الوقت الراهن، لكن دعونا نوضح أمرًا هامًا وهو أن من يتحمل المسؤولية النهائية للأزمة هو رجل واحد.. محمد مرسى»، كان هذا ما أكدته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية فى تقريرها عن فشل الرئيس مرسى فى احتواء الأحداث الأخيرة التى انتهت بعزله سياسيًّا عن الحكم. وفى تقرير بعنوان «ألقوا باللوم على مرسى.. كيف تدمر أمة خلال 369 يومًا» رأت المجلة الأمريكية أن وصول الأوضاع السياسية إلى الحال التى وصلت إليه جاء بسبب شرعية مرسى الملغومة وعدم قدرته على حكم البلاد التى تضررت على نحو لا يمكن إصلاحه مما أدى إلى خروج الملايين إلى الشوارع من جميع الفئات احتجاجًا على حكمه، ومن أجل تجنب احتمال اندلاع حرب أهلية. لفتت المجلة إلى الإرث الذى اكتسبه مرسى فى ال30 من يونيو 2012 واختياره المكاسب الفئوية والسياسية التى كانت محصلتها «صفر»، مؤكدة أنه وبعد عام من الحكم والوعود الجوفاء أسفرت الأوضاع عن مستويات متزايدة من الاستقطاب وتدمير الثقة وشلل الدولة على نحو عام. القرارات الخاطئة التى اتخذها مرسى طوال فترة عمله بالرئاسة والفترة التى سبقت احتجاجات ال30 من يونيو وضعت مصر على أعتاب حرب أهلية. واختياره تجاهل الواقع أسفر عن مسار التدخل العسكرى، وفى الوقت الذى ينظر مرسى وحلفاؤه إلى أنفسهم على أنهم ضحايا لا يمكن إنكار أن وضع مصر الحالى والمحفوف بالمخاطر يقع على عاتق الرئيس المخلوع وهذه حقيقة لا مفر منها. تضيف المجلة «لا يعنى هذا اضطهاد الإخوان أو نبذهم، لأنهم حركة دينية وسياسية عميقة الجذور، وكان يجب أن تكون جزءًا من مستقبل مصر، لكن كان دورها الأخير فى مصر كارثة كاملة، وكذلك كشفت الأيام الأخيرة لمرسى عن انعزاله وعناده إصابته بجنون العظمة، واحتكار السلطة وعدم القدرة على المصالحة والابتعاد عن كل القوى السياسية. وهو ما أدى إلى السخط والاحتجاج الذى أدى إلى الإطاحة به». تختتم المجلة تقريرها قائلة إن حكومة مرسى فشلت فى إجراء إصلاحات حقيقة داخل نظام فاشل، الأمر الذى أدى إلى مواجهة الرئيس المعزول مصير سالفه حسنى مبارك، ومرور مصر بسلسلة مرهقة من الانتخابات.