قال الدكتور شوقى علام مفتي الجمهورية إنَّ البلاد قطعت شوطًا كبيرًا وتسير بخطى ثابتة في مسيرة التقدم والاستقرار. جاء ذلك خلال استقباله اليوم الأربعاء وفدًا رفيع المستوى من البرلمان الفرنسي، برئاسة النائب فيليب فوليو الرئيس التنفيذي لتحالف الوسط، ورئيس مجموعة الصداقة المصرية الفرنسية بالجمعية الوطنية. وأضاف المفتي: "على دول العالم أجمع أن تتعاون سويًّا وعلى كافة الأصعدة من أجل مواجهة جماعات التطرف والإرهاب الذي أصبح خطرًا يهدِّد الجميع، ويتطلب بذل مزيد من الجهد من أجل مواجهته والقضاء عليه". وتابع: "مساعدة الأقلية المسلمة في أوروبا على الاندماج في مجتمعهم الأوروبي والقضاء على الإسلاموفوبيا يمثل حصنًا منيعًا ضد استغلال الجماعات المتطرفة لمظاهر الاضطهاد ضد المسلمين في اجتذاب الشباب إليهم والوقوع في براثن التطرف والإرهاب". وصرَّح: "دار الإفتاء بذلت الكثير من الجهود ولا تزال على المستويين الإقليمي والدولي من أجل مواجهة الفكر المتطرف، حيث أنشأت مرصدًا لرصد فتاوى التكفير وتفنيدها والرد عليها، وتصحيح الكثير من المفاهيم التي تستغلها داعش ومثيلاتها من جماعات التطرف في تبرير أعمالهم الإجرامية التي لا يقرها الإسلام". وتحدَّث المفتي عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي أنشأتها دار الإفتاء، من أجل بناء استراتيجيات مشتركة بين دور الإفتاء الأعضاء لمواجهة التطرف في الفتوى وصياغة خطاب إفتائي رصين وكذلك تدريب الأئمة من دول الغرب على مهارات الإفتاء لمواجهة التطرف والإسلاموفوبيا. وقال: "نحن في دار الإفتاء أدركنا أهمية الفضاء الإلكتروني وشبكات التواصل الاجتماعي خاصة لدى الشباب، لذا فقد أنشانا صفحات رسمية بلغات عدة تدحض شبهات المتطرفين وترد عليهم وتظهر المعنى الحقيقي للإسلام". من جانبه، عبَّر وفد البرلمان الفرنسي عن تأييده للمفتي في ضرورة التعاون الدولي المشترك من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، وبخاصةً أنَّ الهجمات الإرهابية قد طالت أوروبا كذلك، ولم تعد محصورة في منطقة بعينها. وأشاد الوفد بمجهودات دار الإفتاء في مواجهة التطرف وما يقوم به المفتي من جولات أوروبية وآسيوية وغيرها من أجل توضيح صورة الإسلام وحث المسلمين وبخاصةً في الغرب على الاندماج في مجتمعاتهم وأن يكونوا أعضاء فاعلين فيه.