ضربات متتالية وجهها جهاز الأمن العام بالتنسيق مع قوات العمليات الخاصة، إلى العناصر المحرضة على العنف، كللها بالنجاح أخيرا بالقبض على المهندس خيرت الشاطر، النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، داخل شقة شقيقه بمدينة نصر، فى الوقت الذى تمكنت فيه مأمورية أخرى من القبض على حازم صلاح أبو إسماعيل، أحد الرؤوس المحركة للعنف، من داخل منزله بالجيزة، مساء أول من أمس. ويأتى القبض على القياديين، الشاطر وأبو إسماعيل، تنفيذا لقرار النيابة العامة بضبطهما وإحضارهما للتحقيق معهما فى الاتهامات المنسوبة إليهما بالتحريض على أحداث العنف، وقتل المتظاهرين فى عدد من المحافظات من معارضى الرئيس المعزول محمد مرسى، فى أعقاب الموجة الثورية الثالثة من ثورة 25 يناير، التى طالبت بالنزول فى الميادين يوم 30 يونيو الماضى لإسقاط حكم الإخوان، والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. تحقيقات النيابة العامة أشارت بما لا يدع مجالا للشك، إلى تورط الشاطر فى أحداث مكتب الإرشاد التى أودت بحياة 9 ضحايا، بالإضافة إلى عشرات الإصابات، بينما أدانت النيابة القيادى السلفى الشهير أبو إسماعيل بتورطه فى أحداث ميدان النهضة بالجيزة، التى أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين فى أحداث دامية بين مؤيدى ومعارضى مرسى. مصدر أمنى مطلع أشار ل«التحرير» إلى أن قوات العمليات الخاصة داهمت شقة شقيق خيرت الشاطر بالحى الثامن، بصحبة رجال المباحث الجنائية الذين انتشروا فى محيط المنطقة لإحكام قبضتهم وقت إتمام عملية القبض على القيادى البارز، ورجل جماعة الإخوان الأول فى مصر، وأضاف المصدر أنه بمداهمة الشقة كان الشاطر مستلقيا على ظهره داخل غرفته الخاصة يتابع على شاشات التليفزيون الأحداث الجارية التى تمر بها البلاد عقب خطاب الفريق السيسى الذى أطاح بالدكتور محمد مرسى من سدة الحكم، ولم يبد الشاطر أى مقاومة تجاه قوات الشرطة وبدا مستسلما بعض الشىء، خصوصا مع رؤيته كتيبة رجال العمليات الخاصة التى أحاطت به فى أقل من دقيقة واحدة وحالة التأهب القصوى لرجال الأمن المركزى، حيث طلب منهم بعض الوقت حتى يرتدى كامل ثيابه واصطحاب حقيبة صغيرة بها بعض الأدوية ومتعلقاته الشخصية، قبل اقتياده إلى مدرعة الشرطة التى كانت فى انتظاره، فى الوقت الذى انهارت فيه زوجته ودخلت فى نوبة من الحزن وراحت تعنف ضباط الشرطة وتوبخهم، كما قامت بسب ما وصفته ب«سياسة الدولة الظالمة» التى أطاحت بحكم الإخوان. المصدر نفسه أشار إلى احتجاز الشاطر داخل سجن طرة، مع باقى رفاقه الصادر قرار بحبسهم على ذمة التحقيقات، وهم محمد العمدة عضو مجلس الشعب السابق، وحلمى الجزار القيادى الإخوانى، والمحامى الشهير عبد المنعم عبد المقصود، لاتهام الثلاثة الآخرين فى أحداث العنف والمصادمات الدامية التى وقعت فى محيط جامعة القاهرة، المعروفة بأحداث بين السرايات، وكذلك فى ضوء بلاغات عديدة قدمت ضدهم تتهمهم بالتحريض على العنف وقتل المتظاهرين السلميين. وعلمت «التحرير» أنه من المقرر أن ينتقل رئيس نيابة جنوبالقاهرة إلى سجن طرة لسماع أقوال الشاطر والتحقيق معه فى أحداث المقطم، ومواجهته بتحريات جهازى الأمن الوطنى والمباحث الجنائية. جاء القبض على الشاطر بعد ساعات قليلة من قرار نيابة جنوبالقاهرة الكلية، التى أصدرت قبل يومين قرارا بضبطه وإحضاره فى ضوء ما أسفرت عنه تحريات إدارة البحث الجنائى من تورطه فى الأحداث الدامية التى وقعت أمام مكتب الإرشاد وراح ضحيتها 9 من الأهالى، بالإضافة إلى إصابة نحو 75 آخرين بطلقات الخرطوش والرصاص الحى، بعد أن أثبتت التحريات تورط الشاطر وآخرين على رأسهم المرشد العام للجماعة فى إمداد شباب الجماعة بالأسلحة والذخيرة للدفاع عن مقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين. فى السياق ذاته، قال أحد أعضاء فريق النيابة المكلف بالتحقيق فى قضية «النهضة» ل«التحرير»، إنه من المقرر أن يبدأ التحقيق مع القيادى السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل فى ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، والجريدة ماثلة للطبع، فى الاتهامات التى يواجهها بالاشتراك مع آخرين عن طريق الاتفاق والمساعدة، فى قتل مواطنين، والشروع فى قتلهم، والبلطجة، وترويع آمنين، وحيازة أسلحة وذخيرة، بواسطة فاعلين أصليين. كشفت الأجهزة الأمنية بالجيزة أن مبلغ المليون ونصف المليون جنيه التى تم ضبطها مع الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل فى أثناء عملية القبض عليه قام بجمعها من أموال الزكاة الخاصة بالمواطنين والاحتفاظ بها فى منزله، وقام بشكل غريب بإلقائها فى شرفة منزله بمنور السلم، قبل أن تكتشف القوة المكلفة بالقبض عليه وتقوم بإحضار المبالغ المالية والتحفظ عليها. واعترف أبو إسماعيل أمام اللواء محمود فاروق، مدير المباحث الجنائية فى الجيزة، بقيامه بجمع الأموال من المواطنين للزكاة على أموالهم، موضحا أنه كان يجمعها لحساب جمعية خيرية تسمى «الصدقة الجارية»، ولم يستطع الإجابة عن السبب وراء احتفاظه بالمبلغ الكبير بمنزله، كما كشفت التحقيقات التى أجرتها معه مباحث الجيزة أنه كان فى طريقه للمشاركة فى مظاهرات مؤيدى الرئيس السابق محمد مرسى بميدان النهضة أمام جامعة القاهرة. كانت مباحث الجيزة بإشراف اللواء محمد الشرقاوى، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بالتعاون مع قطاع الأمن العام والأمن الوطنى، قد تمكنت من القبض على حازم صلاح أبو إسماعيل داخل منزله بالدقى، وذلك بعد رصد تحركاته، وفور وصول معلومة إلى اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة، تم توجيه القوات التى تمكنت من ضبطه وبصحبته شقيقه. وكشف مصدر أمنى أن أبو إسماعيل عندما فوجئ بقوات الشرطة حاول إلقاء الحقيبة وبداخلها الأموال من نافذة منزله لتسقط فى الشارع، وبعد القبض عليه تبين أن الحقيبة التى ألقاها تحتوى على مليون و410 آلاف جنيه.