طيلة 40 عامًا ظل ملاك ميخائيل موجودا أمام مسجد الناصرية بمنطقة كوم الشقافة بالإسكندرية يخبز عيش الصايمين وكعك العيد، إضافة إلى ما يسمى بشباك الكعك الشهير بشوارع الإسكندرية، الذى يباع على طريق الكورنيش وفى المتنزهات والحدائق العامة. أربعون عامًا قضاها ملاك ميخائيل بين جدران مخبزه القديم جدا بشارع الناصرية القريب من مقابر كتاكومب بكوم الشقافة، قال ملاك ميخائيل إن كل زبائنه من المسلمين، وإنه يعمل فى مجال خبز عيش الصايمين بالسمسم، كما يلجأ إليه معظم سكان منطقة كوم الشقافة لتسوية كعك العيد. وبحزن أضاف ميخائيل، «مكانش فيه حاجة اسمها مسلم ومسيحى، وكان الجميع يتعامل مع بعضه بالحب والمودة بدون أى مشاكل عكس الوقت الحالى كله عاوز يفرض رأيه على التانى». وعن ذكرياته مع عيش الصايمين الذى يخبزه فى شهر رمضان من كل عام قال ملاك إن عيش الصايمين، الذى ينتجه مخبزه مشهور جدا، ويوزع كميات كبيرة فى مناطق كرموز وكوم الشقافة ومينا البصل ومحرم بك، وأن أكثر شىء يسعده فى عمله هو عمل عيش الصايمين، الذى يشتريه المسلم والقبطى على حد سواء فى شهر رمضان. كما يكون مخبز ميخائيل فى فترة العيد ممتلئا بالصاجات المملوءة بكعك العيد والبسكويت والغريبة ودائمًا ما يقوم المسلمون بإعطائه كميات من المخبوزات كى يتذوقها هو وأولاده، وكى يشاركوا المسلمين فرحتهم فى العيد. واختتم ملاك كلامه بأنه يحرص على شراء فانوس رمضان لأبنائه كل عام، ويقوم بوضع الفانوس على باب المحل ابتهاجًا بالشهر الجميل، وفى منطقة كوم الشقافة بالإسكندرية فإن ملاك ميخائيل يحظى بشعبية كبيرة وحب من الجميع واحترام، كما بعض سكان المنطقة يلجأون إليه لحل مشاكلهم الخاصة باعتباره قديمًا فى المنطقة، ويعرف كل صغيرة وكبيرة.