كتب - هشام شعبان يعد زكريا محيي الدين واحدا من أهم الشخصيات في الحقبة الناصرية وبعد ثورة يوليو تحديدا وحتى عام 1968 عندما فضل الانعزال بعيدا عن أضواء السياسة وتكاليفها.. كان الرجل الصامت الذي رحل في هدوء ولم يتحدث كثيرًا كغيره من أعضاء مجلس قيادة الثورة.. وقبيل أيام من حلول ذكرى وفاته نتتبع معا محطات فارقة في حياة رئيس ومؤسس جهاز المخابرات المصرية.. أولا: علاقته قديمة مع عبد الناصر تعود إلى عام 1938 حينما تعرف على ناصر في منقباد بأسيوط، ليسافر مع ناصر وباقي أفراد الجيش المصري إلى السودان ثم فلسطين التي كان لها أكبر الأثر في تشكيل الضباط الأحرار وكان محيي الدين هو همزة الوصل بين القوات المصرية وقوات الجيش المحاصرة في الفلوجا التي التقي فيها مع عبدالحكيم عامر وناصر وبدأت الأفكار تتلاحم بين الثلاثة في ضرورة التخلص من النظام الملكي وأن حل القضية الفلسطينية يبدأ من مصر. ثانيا: رغم قدم علاقته مع ناصر ومشاركته لجميع أفكار مجلس قيادة الثورة إلا إنه لم ينضم رسميًا إلى الضباط الأحرار إلى قبل قيام الثورة بثلاثة أشهر، وكانت مهمته محاصرة القصور الملكية أثناء قيام الثورة، وأثناء تواجد الملك فاروق، وهو ما نجح فيها محيي الدين ليتولي عام 1952 منصب مدير المخابرات الحربية في الفترة من 1952 وحتى 1953، وبعدها وزيرا للداخلية. ثالثا: عقب إعلان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1967 نيته التنحي، إثر نكسة يونيو، تولى زكريا محيي الدين، أحد أبرز تنظيم الضباط الأحرار، رئاسة الجمهورية خلفاً له، ولكن لمدة لم تستمر إلا ليومين فقط، حيث امتثل ناصر لرغبة الجماهير وتراجع عن قراره. رابعا: زكريا محيي الدين اعتذر عن قبول هذا المنصب وقام بصياغة بيان، سجله بصوته على جهاز التسجيل الخاص بخالد، أكبر أبناء الزعيم الراحل، لكن إذاعة هذا البيان تأخرت ساعات طويلة، حتى فجر اليوم التالي، ولم يكن البيان المذاع هو الأصلي، فقد أدخل عليه الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل بعض التعديلات. خامسا: قال حسين الشافعى، النائب الأسبق لرئيس الجمهورية وعضو مجلس قيادة الثورة فى شهادته بكتاب “من أيام عبد الناصر والسادات”، إن سبب اختيار زكريا محيى الدين لهذا المنصب هو قدرته على التعامل مع الأمريكان والتفاهم معهم، وأمر آخر هو إعطاء عملية التنحّى الجدية اللازمة، فهو أراد ألا يترك البلد دون قيادة، بالإضافة إلى أن زكريا محيى الدين كان له دور أساسى فى الثورة وفى حمايتها.