أثبتت الدراسات أن هناك جزيئات بروتينية معدية تسمى بريونات، تسبب عدوى مرض جنون البقر، يمكنها عند وجودها في النباتات أن تساعد على تسيير عمل نظام ذاكرة بها، يمكن للنبات من خلاله التعرف على مواعيد الإزهار وإلإثمار في الفصول المحددة له، وعلى الرغم من اكتشاف نظام الذاكرة لدى النبات منذ فترة فإن آلية عمله ظلت مجهولة حتى وقت قصير. وأوضحت مجلة «فوكاس» الإيطالية أن البريونات هي جزيئات بروتينية معدية، تتألف من بروتينات فقط، ولا تحتوي على حمض نووى، لا ينفع معه وسائل التعقيم المستعملة ضد الجراثيم والفيروسات، يرتبط وجودها لدى الحيوان بمرض التهاب الدماغ الإسفنجي البقري، الذي يعرف بجنون البقر، ويؤدي ذلك المرض إلى انكماش الدماغ والنخاع الشوكي. ويتم استغلال القدرة على الذاكرة التي تحفزها البريونات لدى النباتات في مجال الزراعة، حين يتم نقل شتلات النباتات لأرض جديدة، وتظهر الحاجة إلى أن يتكيف النبات مع الظروف المناخية الجديدة، إلا أن العلماء ما زالوا يتشككون في أن النباتات ستستخدم هذه البريونات في الأجيال المستقبلية منها بنفس الطريقة التي تستخدم بها حاليًا. وقامت سوزان لندكويست، من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، بتطبيق بعض التقنيات الإحصائية للعثور على تلك البريونات في نبات الأرابيدوبسيس، والذي عادة ما يستخدم كحقل تجارب في الأبحاث النباتية، وحددت أربعة بروتينات تتدخل في عمل نظام الإزهار لدى النبات تشبه بريونات توجد في الخميرة، التي تعتبر نموذجًا أوليًا للكائنات الحيوانية. استبدلت لندكويست البريونات الأربعة في الخميرة بالأربعة بريونات التي اكتشفت دورها في عملية إظهار نبات الأرابيدوبسيس، ووجدت أن ثلاث بريونات من بين الأربعة يقومون بنفس الوظيفة في الخميرة، وهو ما يعني أنه بإمكان هذه الأجسام لعب دور في النباتات مشابه لما تلعبه لدى الحيوانات، وإن كانت اكتشاف آلية عملها في النباتات تحتاج إلى مزيد من البحث.