بعد 9 أيام من الاحتجاجات الغاضبة، ويوم من خروج مليون برازيلى إلى الشوارع فى مظاهرات خلفت قتيلين، ألقت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، خطابا جديدا، أول من أمس (الجمعة)، بثه التليفزيون الرسمى حاولت فيه تهدئة الأوضاع بمدحها الحركة الاحتجاجية غير المسبوقة وتقديمها برنامجا إصلاحيا ربما يوفر بعض مطالب المتظاهرين، حسب صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية. ديلما قالت: «إذا تمكنا من الاستفادة من هذه الطاقة السياسية الجديدة هذه، يمكننا القيام بكثير من الأشياء التى لم تتمكن البرازيل من تحقيقها حتى الآن، بطريقة أفضل وأكثر أمنا». وأعلنت عن خطة نقل عام وطنية، ومشروع يلتزم بضخ عائدات البترول فى نفقات التعليم وجلب آلاف الأطباء الأجانب إلى البلد. كما دعت قادة الاحتجاجات إلى الحوار معها، وأشارت ديلما إلى أن معظم المظاهرات كانت سلمية وتعهدت باستعادة النظام، لافتة إلى أنه «لن يُسمح بأن يشوه العنف الذى تمارسه أقلية صغيرة حركة سلمية ديمقراطية». الصحيفة الأمريكية قالت إن مظاهرات الشوارع الأكبر منذ 20 عاما وضعت الرئيسة البرازيلية فى موقف حرج غير متوقع، ونقلت «لوس أنجلوس تايمز» عن جواو أوجوستو دى كاسترو نيفيس، المحلل السياسى فى «أوراسيا جروب» فى واشنطن: «الوضع صعب جدا بالنسبة إلى روسيف، لأن مطالب المحتجين مختلفة وعادة ما تكون غير سياسية على وجه العموم»، مضيفا: «اجتازت البرازيل طريقا طويلا خلال العشر أو الخمسة عشر عاما الماضية، لكنها لا تزال دولة غير متكافئة بشكل كبير»، وأوضح أن البرازيل تحتاج بشدة إلى تدقيق عام أكبر على النفقات العامة. على الرغم من خطابها، خرجت مظاهرات صغيرة عبر أنحاء البلاد، وقام بعض المحتجين بإغلاق منافذ الوصول إلى أكبر مطارات البرازيل، وأعلنت «حركة سيارات أجرة مجانا» -المنظم الأصلى للاحتجاجات- أنها لن تنظم مزيدا من المظاهرات والأحداث، وهو ما أثار تساؤلا حول مَن يتعامل مع الحكومة الآن على وجه التحديد، بينما أعلن آخرون الخطط لاحتجاجات يوم السبت. فى سياق متصل، أعلن روماريو، لاعب كرة القدم البرازيلى السابق والنائب فى الكونجرس الاتحادى البرازيلى حاليا، دعمه للاحتجاجات، منتقدا ما وصفه بسوء إدارة الاستعدادات إلى كأس العالم 2014، مضيفا: «الرئيس البرازيلى الفعلى الآن هو الفيفا»، متهما الفيفا بأنها «دولة داخل دولة»، حسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. كما علق ريفالدو لاعب الكرة البرازيلى المتقاعد ب«أنه من المخزى إنفاق هذه الأموال على كأس العالم وترك المستشفيات والمدارس فى هذه الحالة المزرية». من جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى معارضة لاعبى الكرة البرازيليين بيليه ورونالدو الذى انتشر له فيديو على مواقع الإنترنت ينتقد فيه المظاهرات، لكنه قال إن الفيديو منذ عامين وتم التحريف فيه، موضحا: «أنا لست مسؤولا عن النفقات العامة وأرفض الفساد». كانت موجة الغضب الشعبية قد بدأت صغيرة حول ارتفاع زيادة أجرة الحافلات فى مدينة ساو باولو، لكن قمع الشرطة الأسبوع الماضى دفع عددا كبيرا من البرازيليين إلى التعاطف مع المحتجين الأوائل والانضمام إليهم.