علّق الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، مساء الأحد، على اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمقتاضها تقع الجزيرتان في المياه الإقليمية السعودية؛ قائلًا: «وكأن النظام المصري استبدل قطر في عهد الإخوان، بالسعودية الآن». أضاف عيسى، خلال تقديمه برنامج «مع إبراهيم عيسى»، عبر فضائية «القاهرة والناس»، «بدى المشهد في ظل زيارة الملك سلمان، وكأن مصر تُسلم قيادة الوطن العربي للسعودية، وكأنها تُعمد المملكة باعتبارها القائد للمنطقة وللأمة بل ولمصر، حدث تماهي رهيب هائل بمبايعة كاملة للسياسة السعودية، وكأنها مبايعة للملك نفسه أيضًا، وكأن حكومة مصر تبحث عن كفيل، ما جلعنا نرى البرلمان بهذا الشكل في حضرة الملك، المشهد أشعرني بالخجل، حتى خطاب رئيس المجلس، علي عبد العال، لا يمكن للكرامة الوطنية أن تتحمله، وصل إلى درجة امتداحه لحرب المملكة على اليمن، في حين أنها لم تُنجز شيئًا إلا خراب اليمن ». أكد «عيسى» أن «مصر تدفع ثمن الغياب السياسي، هناك غيبة كاملة ومطلقة للسياسة، هناك إدارة سرية لمصر، من صاحب القرار في تسليم السياسة المصرية لأيدي ملك السعودية؟»، واصفًا توقيت اشتعال أزمة جزيرتي «تيران وصنافير» ب«الغشيم»، مضيفًا: «هي مش عافية هي، ومش هينفع نُدار بالسمع والطاعة، أداء دولتنا في هذه الأيام ليس أداء دولة قائدة، بل دولة تابعة، كتير علينا كمصريين إننا ندور على كفيل بهذا الشكل، أصبحنا في عهد سعوّدة القرار المصري». استكمل: «كلنا اتربينا على أن تيران وصنافير مصريتان، مقرارت المطالعة والنصوص والجغرافيا والتاريخ بتقول إنهما مصريتان، القناة الأولى وبرامجها بتقول إنهما مصريتان، صحوا البلد من النوم على أن الجزيرتان سعوديتان، هما مصريتان بالوجدان قبلما يكونا مصريتان بالقانون، مصريتان بالجبهة والشهداء والجنود، وهذا تحول يُعد مفاجأة مقلقة صادمة موجعة مزلزلة مرهقة مؤلمة، هزّة كبيرة انتابت الجميع». استطرد: «أنا أتحدى، تحديًا واضحًا كاملًا دون ذرة تردد، أن يكون مجلس الوزراء ناقش اتفاقية ترسيم الحدود، في أيًا من اجتماعاته مع 34 وزير، ولا تبادلوا كلمة واحدة على أن تيران وصنافير ليس مصريتان بل سعوديتان، أتحدى أن يكون حدث هذا الفعل، وأن أقطع جزمًا بهذا، هو إحنا صحينا كلنا لقينا شريف إسماعيل بيمضي على الاتفاقية اللي منعرفش عنها حاجة، واللي الوزراء بتوعه مايعرفوش عنها حاجة هما كمان، وأقسم بالله الوزراء اتفرجوا على التوقيع في التليفزيون زيّنا بالظبط». شدّد «عيسى» على أنه من الضروري أن لا تمر هذه الاتفاقية دون موافقة الشعب عليها، معقبًا: «هذه الاتفاقية لا ينبغي أن تكون بقرار من الرئيس ولا حكومته، لابد من استفتاء شعبي، نعلم أنكم عاملتم الشعب بمنطق (إنتوا مش مهمين) منذ البداية، لكن هذه الاتفاقية لا يجب أن تمر بموافقة البرلمان فقط، بل أيضًا بموافقة الشعب، لأن هناك جدل ونقاش عام حول الجزيرتين، على افتراض أنه كان هناك احتلال حقيقي لتيران وصنافير كما قولتم.. يجب أيضًا أن لا تخرجوا منهما دون إرادة الشعب».