تمكن المخترع الأمريكي هايمن ليبمان من تسجيل براءة اختراع أول قلم رصاص مزود بممحاة في مثل هذا اليوم 30 مارس من عام 1858 بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية، وعلى الرغم من أن البعض يمكن أن يقلل من قيمة هذا الاختراع، إلا أن أهميته تأتي من أنه فتح الباب أمام مراحل كبيرة من التطوير شهدنها في أيامنا هذه. وكان مستخدمو الأقلام الرصاص قبل هذا الابتكار يواجهون مشكلة فقدان الممحاة التقليدية أو نسيانها مع كثرة التنقلات خاصة بالنسبة للطلاب، فعمد ليبمان إلى ابتكار قلم رصاص جديد مصنوع في الأساس بنفس الطريقة التقليدية لكنه أدخل قطعة من المطاط الهندي داخل تجويف القلم بلغت ربع طول القلم، ليمكن بذلك بري القلم من الناحيتين الأولى للكتابة والأخرى للممحاة. وولد المخترع هيمان ليبمان في 20 من مارس عام 1817 في جاميكا لأب وأم إنجليزيين ثم هاجر برفقة عائلته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1829 وتحديدًا مدينة فيلادلفيا، والتي مكث فيها حتى نهاية حياته، تزوج من ماري ليمان عام 1848 ابنة أحد مؤسسي كلية الصيدلة في فيلادلفيا، وأنجب منها صبي وبنتين. قرر ليبمان بيع براءة اختراعه لرجل أعمال يدعى جوزيف ريكين دورفر مقابل مبلغ 100 ألف دولار، حرك ريكين دورفر بعدها دعوى قضائية ضد شركة فابر المصنعة للأقلام الرصاص لاستغلالها اختراعه دون وجه حق، إلا أن المحكمة أصدرت حكمها لصالح الشركة حيث اعتبرت أن براءة الاختراع المملوكة لريكين دورفر عبارة عن دمج لاختراعين كانا معروفين في السابق وهما القلم الرصاص والممحاة. ويرجع تاريخ ابتكار القلم الرصاص إلى القرن السابع عشر في روما وكانوا قبل ذلك الوقت يستخدمون عودًا معدنيًا استخدم مادة الرصاص في الكتابة إلا أن هذه الطريقة كانت لها عيوب، حتى تم ابتكار قلم مصنوع من مادة الجرافيت مغلفة بالخشب، واستمرت تسميته بالقلم الرصاص نسبة إلى المادة المستخدمة في القلم القديم على الرغم من أنه لا يحتوي على الرصاص. وتُصنّع الأقلام الرصاص من خشب الأرز والتي يتم تقطيعها إلى شرائح صغيرة، تخضع للمعالجة باستخدام الشمع والأصباغ، ويتم حفر أخاديد دقيقة داخل تلك الشرائح ليثبت بداخلها عود من مادة من عجينة الجرافيت مضافًا إليها الطمي التي تستخدم في الكتابة ثم يوضع فوقها شريحة أخرى تشكل النصف الأخر من الغلاف الخشبي للقلم. بعد تكوين الشكل الأساسي للقلم يدخل إلى ماكينة أخرى تخضع لتقطيع الحواف وصنفرتها بالرمال، ومن ثم طلائه، وتطورت الطريقة التي توضع بها الممحاة عما كانت عليه في أول مرة أنتجه فيها ليبمان، حيث أصبحت الأن تثبت بشكل أكثر بساطة في طرف القلم بواسطة حلقة معدنية.