أعلن مسؤولون أمريكيون اليوم الأربعاء مقتل وزير حرب تنظيم داعش "أبو عمر الشيشاني" في غارة جوية نفذتها طائرات بدون طيار على معاقل التنظيم بسوريا. ووصف البنتاجون مقتل الشيشاني ب"الانتصار الكبير" لجهود الولاياتالمتحدة في حرب التنظيم، لكونه أحد كبار قيادي التنظيم المقربين من زعيمه أبو بكر البغدادي، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة كانت قد عرضت مكافئة تقدر ب5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن وزير الحرب. - من هو أبو عمر الشيشاني: اسمه الحقيقي "طرخان باتيرشفيلي" تعد أصوله لقرية بيركياني في جورجيا عام 1968، كانت عائلته تعتنق الديانة المسيحية فيما كانت أمه مسلمة غير ملتزمة بتعاليم الإسلام، وأخيه الأكبر مجاهدًا سلفيًا. كان لتعدد الديانات في حياة أسرة الشيشاني عاملًا كبيرًا في تنازع واختلاف الأفكار عنده، ولكن كان يُعرف عنه حبه لوطنه والدفاع عنه ضد العدوان الروسي، حتى انضم للقوات الجورجية. - انضمامه للقوات الجورجية واعتقاله: قضى الشيشاني خدمته العسكرية الإجبارية في عام 1986 و1987 في الجيش الجوجري، وبعد أن أنهى خدمته في أبخازيا المتنازع عليها بين روسياوجورجيا، وقَّع الشيشاني عقدًا في 1993 لينضم إلى الجيش الجوجري في كتيبة "الرماة". ثم شارك الشيشاني في الحرب الشيشانية الأولى التي اندلعت بين عامي 1994 و1996 ثم الثانية عام 1999. تطوع الشيشاني في القوات المسلحة الجورجية عام 2006، و حسب قائده في الجيش، "أن الشيشاني كان هادئًا وله شعبية بين زملاءه وابتعد عن مناقشة الدين". ترقى سريعًا في الجيش الجورجي، وفي عام 2008 ترأس الشيشاني وحدة أمنية تدعى سبيتزناز مهمّتها محاربة الجيش الروسي ورصد تحرّكاته، وتمت ترقيته لرقيب وأصبح راتبه 700 دولار وهو أكبر راتب وصل إليه أثناء تطوعه في الجيش. وفي عام 2010 تم تسريحه من الجيش، بعد قضاء فترة في المستشفى لإصابته بمرض السل، وفي العام نفسه اعتقلته الشرطة الجورجية، بتهمة حيازة أسلحة بطريقة غير شرعية، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات، في أوائل العام 2012 أُطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية، بعد أن قضى 16 شهرًا من عقوبة أصلية مدتها 3 سنوات. بعد الإفراج عنه بسبب حالته الصحية المتدهورة، ماتت أمه ليلى أخيشفيلي بمرض السرطان بعد مصارعتها للمرض عندما كان الشيشاني في السجن. - انضمامه لداعش في سوريا: توجه الشيشاني إلى إسطنبول ثم وصل إلى الأراضي السورية بطريقة غير شرعية، للقتال لإسقاط الحكومة السورية، وقاد الشيشاني مجموعة "جيش المهاجرين والأنصار"، والتي كانت تتألف إلى حدّ كبير من المقاتلين الشيشان. وفي أغسطس 2013، ظهرت براعته على أرض المعركة، عندما أثبت مقاتلوه أنهم جزء محوري في الاستيلاء على قاعدة منّغ الجوية، في شمال سورية. ثم أعلن بيعته لزعيم "أبو بكر البغدادي"، في نوفمبر 2013، فأصبحت الجماعة لواء في التنظيم ومن ثم تم إلغاء اللواء بأمر من الخليفة وتشكيل ولايات الدولة الإسلامية. أما العام 2014، قاد هجوم داعش ضد جماعات إسلامية معادية في شرق محافظة دير الزور السورية، وتوسعت حينها المساحات التي يسيطر عليها التنظيم في محافظة دير الزور أو كما يسميها التنظيم "ولاية الخير" ليصبح قائدًا رئيسيًا لقوات التنظيم بعد مقتل القائد السابق "أبو عبدالرحمن البيلاوي" في شهر يونيو 2013. كان الشيشاني متزوجًا من ابنة ابنة الوزير السابق رمضان قديروف لدواعي أمنية تخص الحكومة الشيشانية، آسو دودوركيفا، والذي تم إعفاءه من المنصب من قبل الرئيس.