في مساحة 3 أمطار ومسكن من البطاطين يعيش سكان عشش الري، بمدينة المنيا حياتهم ال"غير آدمية"، والتي تعرض في كثير الأحيان إلى هجوم سهل يشنه البلطجية. ورصدت " التحرير" الحال المعيشية لأهالي عشش الري التي تتواجد وسط عمارات وأبراج سكنية، وذلك بعد جولة لها، تستعرضها في السطور التالية. وقال محمد سيد، 33 سنة، ل"التحرير" إنه جاء إلى تلك المنطقة وأقام عشته الخاصة به المكونة من البطاطين المتهالكة وأكسياس البلاستيك، ليقيم فيها هو وأسرته المكونة من والديه و5 أشقاء، بعد أن أزيل المنزل الذين كانوا يقيمون به بنظام الإيجار، موضحا أن المساحة التي يقيم بها، لا تتعدى 3 أمتار تضم أحوال معيشتهم. "مش عارف أشتغل وعلطول قاعد جنب أمي وإخواتي البنات خوفا عليهم من البلطجية"، بهذه الجملة بدأ على محمد حديثه ل"التحرير"، موضحا أنه كان يقيم هو ووالده ووالدته وشقيقتيه، بوحدة سكنية بحي أبو هلال، وعقب وفاة والده منذ 6 أعوام ، قام صاحب المنزل بطردهم، الأمر الذي دفعه لإنشاء عشة من البطاطين القديمة لإقامته هو أسرته، مشيرا إلى المخاطر التي يتعرض لها هو وأسرته، من انتشار ثعابين وعقارب، ومهاجمة بعض البلطجية له ولأسرته. وأضاف محمد، أن مصدر رزقه هو إحضار الملابس القديمة، وبيعها للمواطنين، واستطرد قائلا: "بشتغل طول النهار وسهران طول الليل علشان أحافظ على بضاعتي وأخواتي البنات"، متابعا: "كل اللى عاوزه شقة". وعبر عكاشة حسين سيد 66 عاما، عن المعاناة التي يواجهها هو أسرته المكونة من 6 أفراد، قائلا: "شمس الصيف بتحرقنا وبرد وأمطار الشتاء بتموتنا"، مشيرا إلى أن الخيم التي يقيمون بها تكون مغطاة بأكياس بلاستيكية من الأعلى الأمر الذي يمكن أشعة السمش من دخول العشة، وهطول الأمطار عليهم، وأوضح أنه يقيم وأسرته في تلك العشة منذ 12 عاما، بعد أن انهار المنزل الذي يقيم به بحي شاهين. وقالت سيدة تقيم بالمنطقة وتدعى "الست أم محمد" إنها ترعى 3 من أبنائها بينهم فتاة، لافتتة إلى أنها تتعرض في بعض الأيام وخاصة في فصل الصيف إلى بعض البلطجية الذين يهاجمون عشتها من أجل التحرش بها. وأضافت: "الجميع يعلم أنني أعيش بمفردي بعد وفاة زوجي"، مطالبة الحكومة المصرية واللواء طارق نصر محافظ المنيا، بتوفير مسكن لها خاصة وأن أبنائها الثلاثة في مراحل تعليمية مختلفة وتريد الحفاظ عليهم. وشرحت الست أم محمد معاناة أسرتها قائلة إنها وأبنائها يواجهون صعوبة بالغة خلال قضاء حاجتهم، حيث إنها تقطع مسافة كبيرة تصل إلى الكيلو متر، حتى تصل إلى أقرب مسجد في ساعات النهار، وعندما يأتي الليل تكون ترعة الإبراهيمية المكان الوحيد لقضاء حاجتهم والاستحمام بها. "يا سيسي هاتلنا شقق وربنا يعينك علينا".. وبهذه الكلمات طالب عدد من أهالي عشش الهويس، الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير وحدات سكنية مناسبة لهم، خاصة وأنهم من أكثر الأسر احتياجا.