ثلاثة أيام من الخوف والرعب، عاشها طفل لم يبلغ عامه العاشر فى مكان أشبه "بالسجن"،3 أيام لم يذق طعم النوم من شدة البكاء والخوف من قتله، كما هدده الخاطفون، 3 أيام يتنقل من مكان إلى آخر، وعيناه معصوبتان بقطعة من القماش، ويداه مكبلتان خوفًا من هروبه، لحظات خوف وأخرى بكاء، وتارة ألم عاشتها أسرة الطفل أحمد السيد إبراهيم، 10سنوات فى الصف الخامس الابتدائى بمدرسة حافظ إبراهيم بقرية أبشان التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ. «التحرير» التقت الطفل وأهله للتعرف على تلك اللحظات والتهديدات، التى وصلت لأسرة الطفل، وأيضًا كيفية معاملة الخاطفين له أثناء خطفه ولحظات عودته. قطع طريق واختطاف يقول أحمد، الطفل المخطوف، إنه كان عائدًا من قرية العالمية مع والدته وخالته وأشقائه وفوجئوا بسيارة ملاكى تقطع عليهم الطريق، وأخذوه فيها، وتركوا أسرته وكانوا ملثمين. وأضاف الطفل، "بعد ما كسروا التوك توك وخدونى غموا عنيا علشان ماشوفش حاجة وبعد شوية نقلونى لعربية تانية لحد ما وصلنا مكان، وكانوا حابسينى فى أوضة وبعد يوم نقلونى إلى مكان تانى، وكانوا بيهددونى إنهم هيقطعوا إيدى ولسانى وأجزاء من جسمى". وأوضح الطفل "كانوا بيقولولى لو أمك ماجبتش الفلوس إحنا هنقتلك، وكانوا بيشتمونى، وأنا كنت قاعد أعيط، وكانوا بيأكلونى كل يوم عيش وبطاطس بس، واتنين منهم هما اللى كانوا قاعدين معايا". تابع الطفل قائلًا "خلونى أكلم ماما فى التليفون وقولتلها الحقينى هيقتلونى، وبعد 3 أيام وفى اليوم الرابع غمونى وخدونى فى عربية بس أنا حاولت أشيل القماشة، ولاحظت إن المكان اللى أنا كنت فيه عبارة عن عمارة، وكان فيها يافطة عليها اسم دكتور طبيب أطفال اسمه "محمود.د"، ودى العلامة اللى قدرت أشوفها وخدونى ورمونى جمب مقابر قرية العالمية، وسابونى وجت الشرطة خدتنى". 2 مليون و600 ألف وروت مها أحمد، مدرسة لغة إنجليزية، والدة الطفل، لحظات الألم، التى عاشتها فى أثناء غيابه قائلة "ضربونا بالأسلحة، وخدوا ابنى من وسطنا، وفجأة الناس اتلمت وبلغنا النجدة، ورحنا القسم عملنا محضر والشرطة عملت اللازم من أول لحظة". وأضافت والدة الطفل قائلة "جالنا أول اتصال بعد خطف ابنى ب5 ساعات، وطلبوا مننا 2 مليون و600 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحه، لكنى ذهلت لأننى لا أمتلك هذه المبالغ، ووقتها شعرت أننى لن أرى ابنى مرة ثانية، لكن دائمًا رجال المباحث كانوا يطمنونى على أن ابنى سيعود". أوضحت مها، "رجال الشرطة جميعًا تواصلوا معنا، وأقاموا فى قريتنا 3 أيام متواصلة، والعميد محمد عمار، رئيس مباحث المديرية طلب منى أن أكون متماسكة فى أثناء مكالماتى مع الخاطفين، وأن أطيل المكالمة معهم بقدر المستطاع بعد تنزيل برنامج تسجيل المكالمات، لكى يتوصل رجال المباحث إلى أى معلومات تدل على هوية الخاطفين وتحديد مكانهم عن طريق تتبع المكالمات". لحظات استقبال الطفل وتابعت قائلة "عشت لحظات من الخوف خاصة بعد سماع صوت ابنى وانهياره بعد تهديدهم بقتله حال عدم تسليمهم الفلوس"، مشيرة إلى أنهم اتفقوا على تخفيض المبلغ ل300 ألف جنيه فى ثانى مكالمة عقب إبلاغهم أننى لم أستطع جمع هذا المبلغ. وعن لحظات استقبالها نجلها بعد إعادته قالت الأم "آخر اتصال بينى وبين الخاطفين كان الساعة 4 عصرًا، وقالوا إنهم هيحددوا ميعاد لأخذ الفلوس بعد ماقولتلهم إنها جاهزة، وطلبوا منى تسليم أى فلوس والساعة 6 فوجئت باتصال من رئيس المباحث يبلغنى بالذهاب إلى شقتى، وأن أخبر شقيقتى بفتح الباب فطلبت من شقيقتى فتح الباب وفوجئت أنها تصرخ فرحًا بوجود نجلى، فهرولت مسرعة إلى البيت فوجدت ابنى". تسجيل المكالمات مهندس جمال سالم، جد الطفل شرح خطة التنسيق بينهم وبين رجال الأمن منذ اللحظات الأولى قائلاً "أنا أول من تلقيت اتصالاً من الخاطفين وطالبونى بدفع 2 مليون و600 ألف، وأنا لا أمتلك منهم 260 جنيهًا، ولو قمنا ببيع كل ما نمتلك نحن وأقاربنا لم نستطع تجميع هذا المبلغ، وعشنا جميعًا لحظات من الرعب والخوف لكن رجال الشرطة كانوا سندًا وعونًا لنا فوضعوا خطة كنت أنا ووالدته من أهم محاورها. وأضاف جد الطفل قائلًا "وصلتنى تهديدات بالقتل أنا وأولادى، لكنى كان خوفى ألا يعود الطفل وبعد إقامة رجال الشرطة جميعًا فى القرية لرصد كل الاتصالات والتحركات الغريبة تيقنا أن الخاطفين من قرية بمحافظة الغربية ويعرفوننا جيدًا، لأننا آخر قرية فى حدود محافظة كفر الشيخ، لكننى شعرت بالأمان عقب قيام الشرطة بتتبع المالكات رغم أنهم كانوا يتصلون من أرقام مختلفة ويغلقونها بعد كل مكالمة". جهود الشرطة كانت مباحث كفر الشيخ، قد تمكنت من إعادة الطفل أحمد السيد إبراهيم محمد العوا، 10، لوالدته بعد اختطافه فى يوم 19 فبراير الجارى، دون الرضوخ لدفع فدية قدرها 2 مليون و600 ألف جنيه، وهى قيمة الأموال والفوائد والتى أودعها مختطفوه لدى والد الطفل الذى تم حبسه وآخرين فى قضية توظيف أموال، إضافة إلى فدية لإطلاق سراح الطفل المختطف. وعقب تلقى البلاغ أمر مدير أمن كفر الشيخ، بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء أشرف ربيع مدير إدارة البحث الجنائى بمديرية الأمن، وبرئاسة اللواء محمد عمار رئيس المباحث الجنائية، لكشف لغز اختطاف الطفل ووضع خطة لإعادته لوالدته. ومن خلال وضع خطة محكمة والتحريات اللازمة تبين أن والد الطفل محبوس على ذمة قضية رقم 5526 جنايات لعام 2014م وآخرين فى قضايا نصب واحتيال لتوظيف أموال فى مقابل ربح ما بين 12 ل20%، واستولوا على الأموال ولم يعيدوها لأصحابها. وباستخدام التقنيات الحديثة ومتابعة الاتصالات بين الخاطفين ووالدة الطفل تبين أن الخاطفين من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة، كما تبين أنهم من الذين أودعوا أموالاً لدى والد الطفل لتوظيفها. تم إلقاء القبض على أحد المتهمين "هشام .ع.ى.ح"، واعترف على شريكه "علاء.ه.ى"، وكلاهما من قرية سنبارا التابعة لمركز المحلة وبتضييق الخناق على الثانى ترك الطفل فى إحدى طرق المحلة، وبمتابعة مباحث كفر الشيخ، تمت إعادة الطفل لوالدته، دون أى رضوخ للخاطفين أو دفع أموال لهم، وتحرر المحضر رقم 4270 إدارى مركز بيلا، وأمرت النيابة بحبسهم مع سرعة ضبط الآخرين. * IMG_7741 * IMG_7785 * * IMG_7803