في خطوة من شأنها أن تحافظ على الوضع القائم، كلف الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصية مقربة منه، لكنها غير معروفة كثيرا خارج الوسط الأكاديمي الفلسطيني، بتشكيل الحكومة الجديدة، حيث اختار لخلافة رئيس الوزراء سلام فياض، رئيس جامعة نابلس رامي الحمد الله وفق ما أفادت الرئاسة الفلسطينية. وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية أن الرئيس عباس اجتمع مساء الأحد في مقر الرئاسة في رام الله بالحمد الله وكلفه تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة. وأضاف البيان أن الرئيس الفلسطيني أكد «تمسكه باتفاقيات المصالحة الموقعة في القاهرةوالدوحة، وحرصه الشديد على إتمامها وفق الجدول الزمني المتفق عليه في القاهرة»، في إشارة الى الاتفاقيات الموقعة بين حركتي فتح وحماس. واوضح البيان أن الحمدالله «أكد أنه سيعمل بكل جهده وقصارى طاقته في خدمة القضية الوطنية ودعم صمود شعبنا الذي يتطلع إلى الحرية والاستقلال بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدسالشرقية، مشددا في الوقت نفسه على التزامه ببرنامج وسياسة السيد الرئيس محمود عباس». وإضافة إلى رئاسته لجامعة النجاح في نابلس فان الحمد الله يتسلم الامانة العامة للجنة الانتخابية المركزية. وهو من مواليد عنبتا عام 1958 في محافظة طولكرم في شمال الضفة الغربية، ويحمل دكتوراه في اللغويات التطبيقية من بريطانيا ويترأس جامعة النجاح في نابلس منذ العام 1998 ويدرس في قسم اللغة الانكليزية فيها. ومن المتوقع أن أن تعلن الحكومة الجديدة خلال الايام القادمة على ان تضم غالبيتها وزراء من الحكومة السابقة. ويبدو أن الحمد الله يسير على نفس درب سلفه فياض، وهو وضح من ترحيب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بقرار عباس تكليفه بتشكيل حكومة جديدة، حيث أعرب عن أمله في التعاون معه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. كيري الذي لم يأت بجديد بالنسبة إلى القضية الفلسطينية منذ توليه وزارة الخارجية ولا يبدو أنه يحمل أي أفكار أو مبادرات، قال في بيان «نهنئ الدكتور رامي الحمدالله، رئيس الوزراء المقبل للسلطة الفلسطينية»، مؤكدا ان «تعيينه يأتي في لحظة مليئة بالتحديات وهي ايضا لحظة سانحة مهمة». ووضح أن كيري وجد في تعيين الحمد الله استمرار لنفس النموذج الذي تدعمه الولاياتالمتحدة في الضفة الغربية، حيث قال «معا، يمكننا اختيار طريق المفاوضات للتوصل الى حل الدولتين الذي من شأنه أن يسمح للفلسطينيين بتحقيق تطلعاتهم المشروعة، ومواصلة بناء مؤسسات دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة تعيش بسلام وأمن وازدهاراقتصادي جنبا إلى جنب مع إسرائيل». وضح الارتياح كذلك لتعيين الحمدالله في التصريحات القادمة من إسرائيل، حيث نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المسؤولين الإسرائيليين يعتبرون الحمد الله معتدلا وبراجماتيا سيتبع الخط السياسي لسلفه سلام فياض. أما حركة حماس فاعتبرت تكليف عباس ل حمد الله، بتشكيل حكومة جديدة غير شرعي، مطالبة بتشكيل حكومة كفاءات وطنية بموجب اعلان الدوحة واتفاق القاهرة.