"يا رب يخليلك حبيبتك.. يا رب يديلك الصحة.. ربنا يديلك الصحة والعافية هات جنيه.. يا رب تدخل الجنة.. يا رب تتجوز.. أبوس إيدك هات جنية عاوز أكل مكلتش من الصبح.. عاوز أتعشى هات جنيه والنبي".. جمل استعطافية يحتاجها المتسول لاستجلاب تعاطف المواطنين معه، والحصول على أموال بطرق يصفها البعض، بالنصب والاحتيال. لتكون متسولًا محترفًا؛ ليس عليك إلّا أن تختار طريق التسوّل، ثم ترتدي "ملابس رثة" تحاول من خلالها كسب عطف المارة من المواطنين، لكن ملامح وجهك وطريقة نطق جمل "الشحاذة" الأهم في الأمر كله.. "محرر التحرير" قرر أن يخوض التجربة، ويحترف عالم التسوّل في شوارع محافظة قنا، من خلال ارتداء ملابس معينة لكسب تعاطف المارة؛ للكشف عن حكايات وقصص المتسولين الصغار في الشوارع والطرق المختلفة. العفاريت: أطفال 10سنوات تعرّف "محرر التحرير" خلال عمله متسولًا في محافظة قنا على العديد من الأطفال المتسولين، وحاول التقرّب منهم، ومعرفة امتهانتهم لتلك المهنة، وهنا كانت المفاجأة، بعدما اكتشف قيام أطفال لم تتعد أعمارهم ال10 سنوات بالتسول في الشوارع الرئيسية والجانية بتكليف من الأسرة ذاته، للحصول على "الإيراد اليومي"، كما أن رب كل أسرة على حَده، يحدد الإيراد التي يجب أن يعود به الطفل إلى المنزل أو الإيواء في نهاية "يوم الشحاذة". "دسوقي" طفل خرج من الصف الثاني الابتدائي، وقام والده الذي يقطن في مركز قوص جنوب محافظة قنا، بتسريحه للتسول في مناطق مختلفة بالمحافظة، يبدأ "دسوقي" رحلته اليومية، بالركوب في قطارات الدرجة المميزة، متجولًا بين 3 مدن يوميًا في محافظة قنا، للتسول، فضلًا عن ذهابه إلى محافظتي سوهاج والأقصر، كل يوم؛ "عشان يلقط رزقه"_كما يقول. "حمادة" الطفل الذي يرتدي جلبابًا اختفت ملامحمها من قهر الزمن، لا يعرف عمره الحقيقي، لكنه يعي جيدًا أنه دخل الصف الأول الابتدائي، ثم قام والده بإخراجه من المدرسة ليتسول في الشوارع، ويأتي ب"الإيراد اليومي" بين يدي والده. "جبريل" طفل عمره 9 سنوان، يستيقط عند فجر كل يوم، ليبدأ رحلة التسوّل الشاقة دون تحديد أماكن معينة، حتى إن وصل به الحال إلى النزول للقاهرة يوميًا والعودة مرة أخرى، بعدما انفصلت والدته عن والده، ليذهب حرًا طليقًا في الشوراع، ولم يجد أمامه سوى "مد إيده للناس". عصابات تمتهن التسوّل اكتشف "محرر التحرير" عائلات بأكملها تتزوج من بعضهما في مركز نجع حمدي، شمال محافظة قنا، وتنجب أطفالًا، كي يعملون في مهنة التسوّل. يروي الطفل "محمود" صاحب ال11 عامًا، إنه لديه 4 أشقاء جميعهم يعملون في التسول، وأسرة والدة جميع أبنائهم يعملون في التسول أيضًا، من أجل كسب قوت يومهم. يضيف الطفل الصغير: "عائلتي بالكامل تتسول، وأبناء العيلة يسافرون بالأيام والليالي بين محافظات مصر، للعودة بمبالغ كبيرة". "محرر التحرير" يجمع 150 جنيهًا في 3 ساعات نجح "محرر التحرير" في جمع ما يقر من نحو 150 جنيهًا خلال عمله متسولًا في العديد من الشوارع والطرق ومسجد السيد عبدالرحيم القناوي، وذلك في خلال ما يقرب من 3 ساعات تسول.