كتب - البدراوي ثروت عبدالنبي منذ دعوة طالب فيها وزير الخارجية الأوكراني باولو كليمكين بمشاركة تركيا والمنظمات الدولية، في المباحثات المتعلقة بشبه جزيرة القرم، بعد احتلال روسيا لها فبراير 2014، وتبعت هذه الدعوة زيارة من رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، للقاءا مع زعيم تتار القرم "مصطفى عبدالجميل"، وذلك فى زيارة رسمية يجريها في أوكرانيا إلى تصعيد التوترات بين روسياوتركيا، وزاد الأمر بعد إعلان رئيس الوزراء التركي، أن أوكرانيا ليست جارة فقط، إنما هي دولة شقيقة وشريك استراتيجي"، مؤكدا أن تركيا تولي أهمية كبرى لاستقرار أوكرانيا ووحدة أراضيها، وشدد على رفض بلاده "بشكل قاطع" ضم روسيا شبه جزيرة القرم التي هى جزء من أراضي أوكرانيا "والموطن الأصلي لتتار القرم". حالة حرب يزيد الأمر الأشبه بحالة الحرب التى تحاول تركيا إشعالها لاستفزاز الروس، فى تصريح لرئيس "مجلس تتار القرم"، حيث قال مصطفى جميلوف، قد نقلت قبل ثلاثة أيام لوزير الدفاع الأوكراني رسالة من وزارة الدفاع التركية، أشير فيها إلى استعداد أنقرة بحث مسألة توريد العتاد اللازم من أسلحة لأوكرانيا، وأيضا دعم مادى للتتار القرم الرافضين للوجود الروسى بوسائل الإمداد، من الألبسة الخاصة والأحذية من تركيا". و هذا ما أعلن عنه فلاديمير جوربولين مستشار الرئيس الأوكراني، عن إعداد كييف لقواتها العسكرية في وقت قريب، من أجل "استعادة" شبه جزيرة القرم. وهذا ما جعل الأمر يزداد توتر حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن وضع قوات الصواريخ المضادة للجو في شبه جزيرة القرم، وأن سلاح الجو في حالة تأهب قصوى. وعلى نفس وتيرة التوتر الروسى التركى أرسلت روسيا، أخطر أسلحتها السرية إلى سوريا في رد جديد على التدخلات التركية بحق الأكراد فى مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية لثالث يوم على التوالي لمحاولة منع مقاتليها من الاستيلاء على بلدة إعزاز الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات فقط من الحدود. و قال الخبير الاستراتيجى طلعت مسلم، إن تركيا تستخدم أزمة "القرم" كورقة ضغط على روسيا لحل أزمة الأكراد، وأنه فى الوقت الحالى لا استبعد أن يزيد التوتر، ولكن لن يصل إلى حالة حرب بخصوص أوكرنيا، ولو حدث ذلك لابد من موافقة حلف شمال الأطلسى، والحلف يرى أن القرم هو تعدى على دولة ذات سيادة، ولكن الأطلسى لن يدخل فى حرب مع روسيا حتى بعد إعلان مستشار الرئيس الأوكرانى أن الحرب بين الروس و أوركرانيا قريبة. وأكد على أن تركيا و روسيا لن تدخل فى حالة حرب بخصوص الأزمة السورية و حتى بعد إرسال الطائرة الروسية "تو214R” لقاعدة حميميم السورية، وقال لو تطور الأمر قد يحدث اشتباك بين القوات و ليس حرب بالمعنى الدقيق. ومن ناحية أخرى قال محمد حامد الباجث بالشأن التركى بمركز الأهرام، إن العلاقات التركية الروسية تدهورت منذ نوفمبر 2015 منذ سقوط الطائرة الروسية، ورفض تركيا الاعتذار، الأمر الذى أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية على تركيا وخاصة أن تركيا كانت حليف قوى لروسيا. وأكد حامد، أنه بخصوص زيادة التوتر فى الأزمة بين الدولتين لمحاولة تركيا توطيد علاقتها بأوكرانيا بحثا عن مورد جديد للقمح و المنتجات الزراعية، و هو ما يفعله أردوغان للبحث عن مصادر جديدة للطاقة فى فتح باب جديد مع العلاقات الإسرائلية بشرط رفع الحصار عن غزة، مقابل الغاز من إسرائيل ومحاولة لمغازلة مصر لاستراد المنتجات الزراعية وجولات لدول أمريكا اللاتينية. واستبعد حامد وجود حرب بين تركياوروسيا، الا بشأن سوريا و ليس بأزمة القرم.