رغم مرور عامًا كاملاً على الحادث الإرهابي الذي قامت به عناصر تنظيم داعش الإرهابي، بذبح 21 من أقباط محافظة المنيا، وتحديدًا من قرى مركز سمالوط شمال المحافظة، إلا أنه ما زالت تعيش أسر هؤلاء الضحايا حالة من الحزن، والبكاء المستمر، حزنًا على أبنائهم، الذين تركوا الزوجات والأبناء والوالدين. "التحرير"، انتقلت إلى قرية العور، التابعة لمجلس قروي منقطين، والتي كان لها نصيب الأسد من بين الشهداء، وهم 13 من أبنائها، وصلنا إلى منزل الشهيد هاني عبد المسيح، حيث أكدت زوجته أنه رحل وترك لها مسؤلية أربعة من الأبناء هم (بوخميوس ومارينا ورفقة وفيولا)، وبرحيله أصبح لا عائل لهم، ولا يوجد أي دخل لهم سوى المعاش الشهري الذي أقرته الحكومة المصرية بمقدار 1200 جنيهًا. "أكثر ما يحزني هو سؤال أبنائي الأربعة عن والدهم، ويكون ردي الذى أصبح معتادًا، أبوكم في الجنة وإحنا هنرحله لما نكبر"، هكذا أشارت الزوجة إلى حالة الحزن التي تسيطر على أبنائها. والدة الشهيد هاني، قالت أن نجلها قتل على يد داعش، وترك أسرته بلا عائل، موضحة أن نجلها كان هدفه تربية وتعليم أبنائه، وأنه بوفاته أصبح المصير المجهول ينتظرهم. وأضاف عياد عبد المسيح، شقيق هاني، "أن من الطبيعي أن يكون اليوم هو يوم حزن، لأنه تم ذبح شقيقي و 20 آخرين عل يد تنظيم داعش، إلا انه حالة من الفرحة تسيطر علينا، خاصة وأن أبناءنا في الجنة، واستشهدو دفاعاً عن المسيح ومصر. وقال شنودة ألهم ولسن، شقيق صموئيل ألهم ولسن، أحد ضحايا الحادث الإرهابي، أن شقيقه الهم قتل وعمره 28 سنة، ومتزوج ولديه 3 أطفال، وهم (بيتر 6 سنوت بالصف الأول الإبتدائي، وإريني 3 سنوات، وبولا عاما ونصف العام)، موضحًا أنه أثناء عودة صموئيل إلى مصر لقضاء إجازة العيد، تم خطفه وعندما علمنا أن الخاطفون هم من داعش الإرهابي كنا نضع إيدينا على قلوبنا وتوقعنا هذا المصير المفجع. واستطرد قائلا: "هما اللي قتلوه فاكرين أن مفيش رب عادل هينتقم، كلا سنرى في القريب انتقام السماء، ونقول لكل من يدعم الإرهاب أنتم في مزبلة التاريخ ولكم الويل، أما شهدائنا فلهم النعيم والفردوس". وقال سمير مجلي، والد جرجس، أحد ضحايا الحادث الإرهابي وأحد أبناء عزبة إبراهيم يوسف، التابعة لقرية منقطين، "إبني في الجنة ونعيمها، وأنا سعيد لأنه مات فداء للمسيح والوطن، فهو شهيد من ناحيتين الأولى الدفاع عن دينه وعدم الاستسلام لهم، والثاني هو الدفاع عن وطنه". وأضاف والد جرجس، أن نجله ذبحته داعش وهو يبلغ من العمر 23 سنة، وحاصل على دبلوم زراعة منذ عدة سنوات، وأنه سافر إلى الأراضي الليبية من أجل لقمة العيش، وتم اختطافه بعد وصوله لليبيا ب 15 يومًا، وسافر بطريق شرعي بتأشيرة مع بعض أهل القرية وهي قرية السمسون التابعة للعور بمركز سمالوط . وقالت ملك عيد، زوجة المختطف تواضروس يوسف، أحد أهالي قرية العور، الذي قتل على يد تنظيم داعش الإرهابي، إن زوجها سافر إلى ليبيا منذ عام ونصف، وقتل وترك لها 3 أبناء، هم (شنودة 15 سنة، ويوسف 7 سنوات، وإنجى 13 سنة). وأضاف ماهر شقيق الشهد تواضروس، أن أسرة شقيقه، أصبحوا بلا عائل، وأن المصدر الوحيد لحصولهم على الأموال من أجل تلبية متطلبات الحياة هو المعاش الشهري الذي أقرته الحكومة والمقدر ب 1200 جنيه مصري. فيما أكدت والدته، أن نجلها الشهيد هو الأقرب إلى قلبها، وأنه قرر السفر إلى ليبيا بعد أن مر عليه 40 عامًا من العمل كأجير بالأراضي الزراعية، وأنه قال لها قبل سفره، إن ظروف المعيشة وحرصه على توفير منزل لأولاده هو ما دفعه للسفر والغربة، مضيفة أنها ليست حزينة بعد أن أدركت أنه أصبح في السماء والجنة. "أصبحنا بلا عائل وحالنا يصعب على الكافر".. بهذه الجملة أشارت زوجة ماجد سليمان شحاته، إلى حالة الفقر التي تعاني منها أسرتها، والتي دفعت زوجها للسفر إلى ليبيا من أجل البحث عن لقمة العيش والانفاق على أبنائه، (صموئيل، ووفيفي، وميرنا)، مضيفةً، أن زوجها لا يوجد له شقيق أو أحد من عائلته داخل القرية، وبذلك أصبح الله سبحانه وتعالى العائل الوحيد لهم. وفى قرية العور أيضا، نجد منزل اسطفانوس، هو الأكثر حزنًا، بعد ان فقد إثنين من أبنائه في الحادث الإرهابي، وهما (بيشوي 26 سنة، وصموئيل 22)، حيث قال شقيقهما بشير إسطفانوس، أنه منذ الحادث الإرهابي الآليم، تعرضت والدته ووالده لحالة إعياء شديدة حزنًا على رحيل شقيقيه. وفي قرية السوبي بسمالوط، يقول فرج إبراهيم سعيد والد ملاك، "كان ملاك يعمل فلاح في الأرض الزراعية الخاصة بنا، لسوء الأحوال المعيشية، وقرر السفر إلى ليبيا، وظل يعمل هناك نقاش لنحو 8 شهور في محافظة سيرت، وبعدها جاء إلى القرية وتزوج ثم سافر مرة أخرى، وترك زوجته حامل ولم يرى ابنته التي تبلغ من العمر عام ونصف الآن وتسمي مايفن".