اتشحت قرية "العور" بالمنيا بالسواد، وخيم عليها الحزن، وتعالت صيحات الفراق ألما، بعد مشاهدة أبنائها يذبحون، على يد تنظيم إرهابي، لا دين له ولا هدف، سوى إراقة الدماء الذكية، في أفعال سادية مجرمة. أسرة واحدة بقرية "العور" بمركز سمالوط بالمنيا، فقدت اثنين من أبنائها، في الحادث الإرهابي الغاشم، الذي راح ضحيته 21 مصريا على يد تنظيم "داعش" في ليبيا. "بيشوى" و"صموئيل"، هما الضحيتان، وإسطفانوس كامل جرجس عدلى (34 عاما - مزارع)، خالهما، روى ل"بوابة الأهرام" مأساتهما. "كانو شباب زى الورد، لسه عيدان خضراء طالعة للدنيا"، هكذا بدأ حديثه، مضيفا أنهما سافرا إلى ليبيا مع عدد من أبناء القرية فى مايو الماضى، بحثا عن "لقمة العيش". "أحوالهم المادية فى سرت لم تكن مستقرة"، يستكمل إسطفانوس حديثه، لافتا أنه مع معرفة ذلك، طلبت الأسرة منهما العودة، واستجابا لرغبة الأسرة، وقررا العودة فى عيد الميلاد. ويستطرد ولكننا علمنا باختطافهم، و11 آخرين من أبناء القرية، فى 30 ديسمبر الماضى، وبمرارة يقول لقد سافرا بعد إنهاء الخدمة العسكرية، ولم نكن نتوقع النهاية المأساوية لهما، ولم يتحمل والدهما مشهد الذبح، ولم يصدقه حتى الآن، ولا يستوعب فكرة عدم رؤية ولديه ثانية، وأن هذه نهايتهما. أما الأسرة الثانية التى فقدت أكثر من شهيد، وفي نفس الحادث الخسيس؛ يقول بدوى يوسف تاضروس -أحد أفراد الأسرة- أن أسرته فقدت شقيقه "تاضروس"، وشهرته "مكرم"، (40 عاما - مزارع)، وتشرد من بعد مقتله زوجته، و4 من الأبناء. ويضيف؛ كما فقدت الأسرة أيضا ابن شقيقتى، ويدعى هاني عبدالمسيح صليب (35 عاما)، وترك من بعده أيضا زوجة، و3 من الأبناء.