نشر موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" البريطاني، المتخصص في أخبار الجامعات العالمية، مقالًا يطالب الحكومة البريطانية بالتدخل في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، في القاهرة، والذي عثر على جثته بعد 9 أيام من اختفائه وظهر بها علامات تعذيب وحشية. المقال الذي كتبه الباحثين هانا واديلوف ونيل بيبر وهو صديق ريجيني، قالا: "لا يزال هناك الكثير من الأمور المجهولة حول ظروف مقتل زميلنا السابق وصديقنا جوليو ريجيني، وكانت صحيفة نيويورك تايمز أول مؤسسة إعلامية دولية بارزة نقلت عن مصادر مطلعة القول إن الشرطة المصرية اعتقلت ريجيني ليلة اختفائه". وأشار المقال الذي جاء بعنوان "لماذا يجب على الحكومة البريطانية الاهتمام بقضية مقتل ريجيني، إلى أن السلطات المصرية تنفي أن الدولة لعبت أي دور في وفاة الشاب الإيطالي، ولكنه أكد أن هناك تفاصيل لا لبس فيه، وهي أن كل من التشريح المصري والإيطالي للجثة يقول لنا: إنه "تعرض للتعذيب، على نطاق واسع وبشكل وحشي، وربما لعدة أيام". وأضاف "من الصعب تجاهل احتمال أن يكون من فعل ذلك بالطالب الإيطالي يعلم، أو على الأقل تم إخباره، بأنه باحث أكاديمي من جامعة كامبريدج". واعتبر المقال "أن مقتل ريجيني يشكل انتهاكًا للحرية الأكاديمية، وفي حين أن الحريات ليست مضمونة، فلا بد من الدفاع عنها في كل أنحاء العالم". وأوضح أن المملكة المتحدة، هي مجتمع يضمن الحرية الأكاديمية ويعتبرها أحد أعمدة نظام التعليم العالي، "وهذا يعني أنه إذا ذهب أحد طلاب الجامعات البريطانية لإجراء بحث ميداني في الخارج، فإن الحكومة البريطانية ينبغي أن يكون لها دور في ضمان احترام الحرية الأكاديمية خارج الحدود". "وفي قضية ريجيني، فإنها مسؤولية الحكومة البريطانية أن ترد بقوة على هذه الانتهاكات، وأفضل طريقة لضمان الحرية الأكاديمية، وخاصة للباحثين الذين يقومون بدراسات ميدانية حساسة في البلدان التي تواجه عدم استقرار السياسي والاجتماعي، أن ترد الحكومات بقوة على هذه الحوادث، وتصر على تحقيق كامل وأن يتم تقديم المسؤولين عنها للمحاكمة"، وفقًا للمقال. وتابع "أن الجامعات البريطانية يجب أن تكون قادرة على الحفاظ على مكانتها العالمية من أجل الأبحاث المتطورة في مجالات متعددة من العالم"، "ففي كثير من الأحيان، يتم إجراء بعض البحوث الأكثر ابتكارًا في العلوم الاجتماعية في البلدان التي تكون فيها سلامة الباحثين مهددة". وذكر المقال أن الأهم من ذلك، هو أن ريجيني ليس الباحث الوحيد الذي واجه مخاطر جسيمة في مصر، ولكن قضيته لها آثار أوسع على الحرية الأكاديمية في المملكة المتحدة وخارجها. واختتم المقال بالقول: "كجزء من جهودنا لحماية الحرية الأكاديمية، وخاصة في البلدان التي تعاني من مخاطر حقيقية، نحن نطالب الحكومة بدعم عريضة للبرلمان البريطاني تطالب بالمساعدة في ضمان أن قضية ريجيني تخضع لتحقيق مستقل ومحايد".