أضرم المتظاهرون في ميدان «تقسيم» الواقع في قلب مدينة اسطنبول التركية، النيران في حاوية عبارة عن منزل سابق التجهيز، كان يستخدمه عمال شركة الإنشاءات التي تعمل في حديقة «جزي بارك» التي انطلقت بسببها شرارة الأحداث التي تشهدها المدينة التركية حاليا. وأفاد مراسل الأناضول، أنه بعد انسحاب الشرطة التركية، من الميدان بعد فترة من المصادمات والمناوشات بينها وبين المتظاهرين، تدفق المتظاهرون من كل حدب وصوب على الميدان والحديقة، وقاموا بكسر زجاج أحد المنازل سابقة التجهيز التي عثروا عليها بالحديقة، ثم بعد ذلك اضرموا فيه النيران. وأدى هذا الحريق إلى صعود أعمدة الدخان بشكل كثيف من الحديقة التركية، الأمر الذي أدى إلى استدعاء عربات الإطفاء لتتدخل بسرعة، لكنها لم تستطع الوصول إلى مكان الحريق بسبب المتظاهرين، مما تسبب في اتساع رقعة اللهب. لكن تمت السيطرة على الحريق، بعد تدخل الأهالي من المباني المجاورة بخراطيم المياه، وأنابيب إطفاء الحرائق التي يملكونها. وكانت الشرطة التركية، قد انسحبت في وقت سابق، من أماكن تمركزها في ميدان «تقسيم»، وحديقة «جَزي بارك»، وشارع الاستقلال المطل على الميدان الذي يشهد احتجاجات منذ فترة. وقد اتجهت جموع المتظاهرين من عدة جهات إلى ميدان تقسيم بعد مغادرة عناصر الشرطة له، واحتشدوا جميعا أسفل نصب الجمهورية التذكاري الذي يتوسط الميدان التركي. ويشهد ميدان تقسيم احتجاجات منذعدة أيام، انطلقت شرارتها من حديقة «جَزي بارك» التي تعد منتزها يطل على ميدان تقسيم في ساعة متأخرة من مساء يوم الاثنين الماضي، بعد قطع أشجار من تلك الحديقة بموجب خطة حكومية لإعادة التنمية، وتوسيع الميدان، ولكن الأحداث اتسعت إلى تظاهرة كبيرة بعد مداهمةالشرطة فجر الخميس الماضي لمتظاهرين كانوا يعتصمون هناك منذ أيام، واندلع العنف بين الشرطة والمحتجين، أمس الجمعة. واستخدمت الشرطة خلال ذلك الغاز المسيل للدموع، وصادرت عددا من خيام الاعتصام، وأصيب العشرات من المحتجين، فيما أحرق بعض المتظاهرين عددا منها، ما أوجب تدخل الإطفاء للسيطرة على الحريق. ووقعت أمس مناوشات بين الشرطة التركية والمحتجين في الميدان، وكان بين المحتجين أعضاء في البرلمان من المعارضة دعمًا للحركة الاحتجاجية التي تطالب بوقف مخطط إزالة بعض أشجار الحديقة. واتسعت دائرة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة إسطنبول أمس، لتصل إلى مدن تركية أخرى، منها العاصمة أنقرة و أزمير، ويأتي ذلك وسط تصعيد المعارضة.