وصف مساعد وزير الخارجية ومندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير عمرو أبو العطا، نتائج اجتماع كبار المسئولين لمنتدي التعاون العربي الصيني بالهامة جدا لمستقبل التعاون العربي والصيني خلال المرحلة المقبلة. وقال مساعد وزير الخارجية إن الجانبين العربي والصيني يبحثان حاليا إمكانية ترفيع الاجتماع الوزراي للمنتدي المقبل الذي سيعقد فى الصين العام المقبل ليعقد على مستوى القمة ويحضره رؤساء وملوك الدول العربية. وأضاف -في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط- أن الرسالة العربية الهامة والقوية التى تفهمها الجانب الصيني خلال الاجتماع هي أن العالم العربي يري في الصين دولة عظمي ولديها مسئوليات دولية لذا عليها الاستفادة من الامكانات العربية المادية والبشرية والوقوف مع الجانب العربي ودعمه اقتصاديا وسياسيا. وأشار إلى أن الجانب العربي خلال الاجتماع أبدى نوعا من الاستياء غير المباشر لعدم تحقيق نتائج كبيرة ترتقي لمستوى للتعاون من خلال المنتدي العربي- الصيني على مدار تاريخه، وأن هناك العديد من الاتفاقات والأفكار والمشروعات التي أبرمت ولم تنفذ على أرض الواقع، ولذلك ونظرا لاستفادة الجانب الصيني من الدول العربية في العديد من المجالات، يجب على الصين الوقوف مع الدول العربية ودعمها سياسيا واقتصاديا وبكافة المجالات المشتركة. وأوضح أبوالعطا أن الأفكار التي طرحت بين الجانبين العربي والصيني خلال الاجتماع تتطلب الإعداد الجيد جدا، وعليه من المقرر أن يبحث الجانبين خلال الايام القليلة المقبلة، العديد من المقترحات والتعامل معها بشكل فورى، منها تشكيل لجنة لتقييم اعمال منتدى التعاون العربي الصيني على مدار 10 سنوات، وما تمت الاستفادة منه واكتشاف أوجه القصور وكيفية التعامل معها حتى نستطيع خلال عشر سنوات مقبلة، التعاون بشكل أوسع وأفضل يحقق تطلعات الجانبين ويأخد في اعتباره متطلبات الجانبين معا وليس متطلبات طرف واحد. ولفت مساعد وزير الخارجية ومندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير عمرو أبوالعطا، إلى أن الكتلة العربية لها ثقل دولي بما لديها من إمكانات بشرية ومادية وموقعها الاستراتيجي في العالم، وتقابل ذلك الصين كدولة عظمي بازغة تمتلك الاقتصاد الثاني على العالم، وقد ترتقي خلال السنوات العشر المقبلة إلى المستوى الأول عالميا، كما تلعب دورا مهما على المستويين الاقتصادي والسياسيى العالمي وعضو دائم ومهم بمجلس الامن وبالتالى العلاقات مع الصين مهمة جدا بالنسبة للعالم العربي، خاصة وأنه عبر التاريخ الطويل وقفت الصين داعمة للقضايا العربية والحقوق المشروعة للجانب العربي. وحول الجانب السياسي للاجتماع، قال أبوالعطا إنه لا يوجد خلاف بين الجانب العربي والجانب الصيني فيما يتعلق بالاهداف المشتركة للقضايا ذات الاهتمام المشترك خاصة فيما يتعلق بالازمة السورية، بمعنى أن الجميع يبحث عن حل سياسي، لكن الخلافات والتى وصفها بالطفيفة تاتي فى النظرة حول كيفية الوصول الى هذا الحل السياسي. وأضاف أنه خلال اجتماع المنتدي استطاع الجانبان العربي والصيني التغلب على بعض العقبات وتبادل وجهات النظر، حيث أبدى الجانب الصيني مرونة شديدة وتفهما لوجهة النظر والشواغل العربية، حتى تم التوصل الى ما تم الاتفاق عليه وخرجت بالتوصيات الختامية التي صدرت في ختام الاجتماع المشترك بشأن سوريا وأهمها التزام الجانبين العربي والصيني بسيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وأهمية العمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، وإجراء حوار سلمي وشامل وبحث تشكيل جهاز إداري انتقالي ذي سلطة تنفيذية كاملة وإطلاق عملية الانتقال السياسي التي يقودها الشعب السوري. وحول القضية الفلسطينية، وصف أبوالعطا النص الذي صدر بالتوصيات الختامية حول القضية الفلسطينية ب«القوي للغاية»، والذي يتوافق مع كافة التطلعات العربية في هذا الشأن وأهمها أيضا دعمها للخيار الاستراتيجي للدول العربية لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وفقا لقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، للعمل على استئناف عملية السلام بأسرع وقت ممكن، وتحقيق السلام والتفاوض مع الدول العربية المعنية على أساس مبادرة السلام العربية، والتنفيذ الكامل للقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة قراري مجلس الأمن رقم 242 و 338 وقراري الجمعية العامة رقم 181 و 194. وقال مساعد وزير الخارجية ومندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير عمرو أبوالعطا، إنه من النقاط الهامة تأكيد الجانبين العربي والصيني دعمهما إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية في إطار «حل الدولتين» المتفق عليه دوليا وعلى أساس قرارات الأممالمتحدة المعنية ومبادرة السلام العربية واستعادة الحقوق الوطنية العربية المشروعة ووقف الاستيطان وانهاء احتلال الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 بما فيها القدسالشرقية. وأضاف أن الاجتماع طالب الأطراف الفلسطينية بتنفيذ اتفاقي المصالحة الموقعين بالقاهرة والدوحة، بما يساهم في رأب الصدع الداخلي الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية وتشكيل حكومة وفاق وطني. وأوضح أن هناك تنسيقا وتبادلا دائما لوجهات النظر ورسائل متبادلة بشأن القضية الفلسطينية بين الجامعة العربية والصين، ودائما تضع الجامعة العربية الصين في الصورة فيما يتعلق بأحدث التطورات، مشيرا إلى أن التطور الأخير الذي تم التوافق عليه عربيا، حاسم ومهم وهو التشديد على أن الدول العربية لن تقبل مرة أخرى ما يوصف «بإدارة الصراع» وليس حله. وتابع أبوالعطا «القضية الفلسطينة ظلت على مدار 20 عاما منذ اتفاق أوسلو، تدور في حلقة مفرغة نتيجة إدارة الصراع وإطالة أمده، بناء على تكتيكات أمريكية ابتدعها وزير الخارجية الامريكي وقتها دينيس روس في خلق استراتيجية تبقي الصراع على الطاولة بدون هدف او نتائج»، ونجح ذلك على مدار الأعوام العشرين الماضية من خلال مسميات كثيرة لمراحل فاشلة متتابعة منها «عملية السلام» و«خارطة الطريق» وغيرها كمجرد مسميات لشغل العرب في مفاوضات لا تنتهي بدون نتيجة وهو الأمر الذي أصبح غير مقبول الآن. وأشار إلى القرار العربي الصادر عن الجامعة خلال شهر مارس الماضي حول قيام لجنة عربية بزيارة العواصم العربية والعالمية الكبرى، لمقابلة المسئولين، وبدأت بزيارات المسئولين بالولايات المتحدةالأمريكية ومقابلة وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، موضحا أن اللجنة لمست رغبة أمريكية أكيدة حالية فى تحريك الصراع للوصول الى نتائج قبل نهاية العام الجاري. وأكد أبوالعطا، أن نجاح كيري او عدم نجاحه فى تحريك الصراع بشان القضية الفلسطينية سيتوقف ايضا على نجاح العرب أنفسهم وحجم الضغوط التى سيمارسها الجانب العربي على الجانب الأمريكي للوصول إلى نتائج بشأن تسوية القضية الفلسطينية، مضيفا فى نفس الوقت أن الجانب العربي يحيط الجانب الصيني بكافة التطورات الاخيرة ويحثه على بذل المزيد من الجهود فى هذا الشأن بناء على ثقله وعلاقاته بكافة الأطراف.