على الرغم من التوقعات واستطلاعات الرأي التي أظهرت تفوق السيناتور بيرني ساندرز على منافسته التقليدية، هيلاري كلينتون، في الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي في ولاية "نيو هامبشير" التي جرت أمس الثلاثاء، فإن وزيرة الخارجية السابقة كانت تسعى لتقليل الفارق بينهما. وهو الأمر الذي فشلت فيه تماما، إذ جائت النتائج مخيبة لآمالها بعدما حصل ساندرز على أكثر من 60% من الأصوات في حين حصلت هي على38% فقط. بيرني ساندرز (74 عاما)، الذي يقدم نفسه بأنه "اشتراكي ديمقراطي"، منذ إعلانه خوض السباق الانتخابي قد تمكن من جذب أكبر عدد من المؤيدين في في التجمعات الانتخابية التي أقامها. في أكتوبر الماضي، تمكن من حشد أكثر من 20 ألف مؤيد في مؤتمر انتخابي في بوسطن. ولد في "بروكلين" من أبوين مهاجرين يهوديين من بولندا، وكانت تربيته المتعثرة في عائلة من الطبقة العاملة أحد أهم العوامل التي ألهمته في سعيه لحل أزمة التفاوت الاقتصادي. التحق في البداية بكلية "بروكلين" في نيويورك، ثم انتقل إلى جامعة شيكاجو. عمل ساندرز، في بداية حياته، نجارا كما عمل في مجال الأفلام الوثائقيية قبل فوزه في الانتخابات البلدية لمدينة برلنجتون بولاية "فيرمونت" في عام 1981. وحقق إنجازات ضخمة بشأن الضرائب "التقدمية" والسياسات البيئية. وجائت حملته الانتخابية تحت شعار "مستقبل نؤمن به / ثورة سياسية قادمة". وكثيرا ما ينظر له باعتباره مرشحا مستقلا، إذ إنه قد ظل نائبا في الكونجرس لمدة 16 سنة من دون أن ينتمي لأي من الحزبين الجمهوري أو الديموقراطي، وهي أطول مدة يقضيها نائب مستقل في مجلس النواب. سيناتور ولاية "فيرمونت" السابق يفضل الإصلاح الضريبي الذي يعمل على زيادة أسعار الفائدة على الأثرياء، كما يدعو إلى مزيد من الرقابة على "وول ستريت"، ويؤمن بنظام الرعاية الصحية التي تديره الدولة، كما أنه مؤيد للإجهاض وزواج المثليين. وخلال حملته الانتخابية، تجنب ساندرز الحديث عن إسرائيل، فوصف الكثيرين مواقفه تجاهها بأنها "محيرة ومربكة"، لكنه معروف عنه تأيده لحل الدولتين. وقالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، إنه لم يخف منذ بداية عمله السياسي شعوره بالإحباط إزاء معاملة السلطات الإسرائيلية للشعب الفلسطيني، فقد وصف ساندرز، خلال مؤتمر صحفي عقده عندما كان عمدة مدينة بيرلنجتون عام 1988، المعاملة الوحشية الإسرائيلية للمتظاهرين الفلسطينيين بأنها عار. وفي عام 1991، صوت ساندرز لصالح حجب مبلغ 82.5 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لإسرائيل ما لم توقف نشاطها الاستيطاني بالضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنه كان العضو اليهودي الوحيد بالكونجرس الذي لم يؤيد قرارا بإدانة الفلسطينيين والتعبير عن التضامن مع إسرائيل عقب هجومين انتحاريين نفذهما فلسطينيون. وفي يوليو 2014 أثناء الحرب على غزة، كان ساندرز واحد من بين 21 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين لم يؤيدوا مشروع قانون لدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية. وفي أوائل عام 2015 ، كان أول عضو يعلن عدم حضور جلسة الكونجرس التي يلقي فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو خطاب.