ناقشت جلسة حوارية خلال انعقاد القمة العالمية للحكومات، أسباب فشل الحكومات في تأدية دورها وخدمة المواطنيين، حيث طرح عدد من الأسباب في مقدمتها استمرار الحروب والنزاعات الإقليمية في العديد من البلدين. وردا على سؤال الجلسة الحوارية "لماذا تفشل الحكومات"، قالت ماري روبنسون رئيسة أيرلندا السابقة ورئيسة مؤسسة ماري روبنسون – العدالة المناخية، أن التعامل مع الهجرات الجماعية والتطرف والعنف والبطالة تقف على رأس التحديات التي تواجه حكومات العالم. وأكدت روبنسن ضرورة تحقيق التنمية البشرية في المجتمعات، مشيرة إلى أن 54 دولة تقع في أسفل قائمة التطور في العالم نظرا إلى أنها تعاني من الحروب والنزاعات، وقالت إن المجتمعات المدنية يتعين عليها أن تتابع أداء الحكومات وأن تطالبها بتنفيذ الإجراءات الكفيلة بتنميتها وتطويرها وأن تحاسبها في حال الفشل. وقال محمود جبريل، رئيس وزراء ليبيا السابق، أن كثيرا من الدول والحكومات العربية تفاجئت في أحداث "الربيع العربي" ولم تتوقع حدوثها، لأنها كانت تتعامل مع التغيرات المتسارعة في المجتمعات العربية بوسائل تقليدية، مشددا على أن الحكومات التي لا تستجيب بشكل جيد لمجتمعاتها وأحلام شعوبها لن تنجح. وشدّد محمود جبريل على أهمية إشراك فئة الشباب في المنطقة وأن على الحكومات الاستثمار في تنمية الشباب وتطوير قدراتهم، مشيراً إلى أن الثروة الحقيقية للمجتمعات تتمثل في الشباب. وقال دومينيك دوفيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، إن جميع حكومات العالم تفشل في مواضع وتنجح في مواضع أخرى، ولا يوجد حكومات تتمكن من تحقيق النجاح في كافة الأوقات، مشيرا إلى أن نجاح أي حكومة يعتمد بشكل رئيسي على مدى شرعيتها، وضرورة توفر رؤية طويلة الأمد ومؤسسات قوية وتوافق اجتماعي لكي تصبح عملية الإصلاح أكثر سهولة. في ما يتعلق بقضية التغير المناخي، أكد دوفيلبان على أهمية الاتفاقية التاريخية التي تم التوصل إليها في مؤتمر باريس للمناخ، خاصة وأن هناك إدراكا متزايدا من حكومات العالم بخطورة تداعيات التغير المناخي، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الخطوات الواجب تنفيذها وأنه يجب أن تتوفر أهداف واضحة لكي تساهم كل دولة في الحد من تداعيات التغير المناخي.