من شابه أباه فما ظلم.. ليس هذا ينطبق فقط على جمال مبارك وأبيه الرئيس المخلوع، اللذين يجمعهما قفص المحاكمة الجنائى الآن.. وينادى عليهما بالمتهمين اللذين اقترفا جرما كبيرا فى حق الشعب المصرى وأجيال مصر.. من تزوير فى إرادة المواطنين ونهب الأموال واستغلال النفوذ والتربح وتربيح الغير من أصدقائهما.. ويصل الأمر إلى تسهيل تصدير الغاز إلى إسرائيل بثمن بخس وبأوامر من مبارك شخصيا، ووفق اتفاقية جعلها بروتوكولا خاصا ملحقا باتفاقية السلام، دون معرفة أحد أو موافقة البرلمان، الذى كان يستخدمه فى موافقته على القوانين سيئة السمعة، التى كان يسنها من أجل مصلحته الشخصية ومصالح بعض رجاله، مثل قانون زكريا عزمى، الذى جعله فى وظيفته بعد خروجه إلى المعاش ليظل فى منصبه مدى الحياة وبمكافأة يحددها مبارك شخصيا. .. وإنما ينطبق هذا التعبير «من شابه أباه فما ظلم» على جزار سوريا بشار الأسد، الذى يقتل شعبه كل يوم بدم بارد. .. فهو يسير على طريقة أبيه حافظ الأسد، الذى قتل الآلاف فى حماة فى الثمانينيات.. وحكمه الديكتاتورى ومطاردة المعارضين وقتلهم. .. وها ذا هو بشار الأسد لم يجد سوى استخدام الجيش فى ضرب وقتل المتظاهرين السوريين فى معظم المدن السورية الذين خرجوا من أجل الحرية والعدالة.. خرجوا فى البداية ضد الحرية والعدالة تحت شعار «حرية.. حرية»، تأثرا بالثورة المصرية وقبلها الثورة التونسية اللتين نجحتا فى الإطاحة بنظامين ديكتاتوريين فاسدين. .. لكنه لم يستمع إليهم.. ولم يتعظ بما حدث فى مصر وتونس.. ولم يعلن أى تغييرات فى سياسته القمعية.. فأطلق عليهم أجهزته الأمنية المعروفة بالقمع، ليقتلوا المتظاهرين الذين خرجوا يقولون: «سلمية.. سلمية». لكن الشعب السورى أصر على ثورته.. ليزيد عزمه يوما بعد يوم ويخرج ليطالب بإسقاط النظام.. ولم تعد تنفع معه «ترقيعات» يدعى النظام أنها إصلاحية، على غرار ما كانت تفعله الأنظمة «الساقطة». .. ومنذ 17 مارس يخرج الثوار السوريون فى معظم القرى والمدن السورية يطالبون بإسقاط الديكتاتور والنظام القمعى المستبد الفاسد فى نهار وليالى سوريا، ويسقط كل يوم عشرات الشهداء بعد أن استعان بجيشه الذى يديره شقيقه وأفراد من أسرته. هذا الجيش الذى يدافع عن الأرض السورية.. يستخدمه المستبد والديكتاتور وريث أبيه فى قتل الشعب الذى خرج ثائرا من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية، وهى حقوق أساسية للإنسان. بل تعلم الأسد ورجال عصابته من سلوك القتلة من الديكتاتوريين فى مصر وتونس وليبيا بإطلاق البلطجية، أو كما يطلق عليهم فى سوريا «الشبّيحة» لقتل الثوار والمتظاهرين وتخويفهم وترويعهم. .. مع هذا لم يخش الشعب السورى من كل هؤلاء، ولا يزال يخرج حاملا رأسه، ليكون شهيدا من أجل الحرية والعدالة والديمقراطية فى سوريا، وإزاحة نظام مستبد فاسد. .. وعلى الرغم من الجرائم الإنسانية التى يقترفها النظام السورى ضد شعبه.. تجد هناك ممن يدعون أنفسهم بأنهم النخبة، سواء كان ذلك فى سوريا أو فى مصر أو أى دولة عربية، يدعون للحفاظ على النظام السورى المستبد باعتبار أنه يمثل الممانعة والمقاومة ضد إسرائيل. وهو قول باطل.. فمن يقتل شعبه لا يمكن أبدا أن يكون بأخلاق مقاوم. إن ما يفعله أخلاق خائن.. .. ولعل حرصه على السلطة بعد أن خرج الناس إلى الشارع فى ظل هذا القمع ليقولوا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، لهو دليل على خوفه من كشف أوراقه ووثائقه التى ربما يكون فيها خيانة للشعب والمقاومة. .. وليعلم هؤلاء الذين يدعمون النظام الديكتاتورى أن الشعب السورى هو المقاوم والممانع وليس بشار الأسد. لم يتعظ بعد مما يحدث مع مبارك وأبنائه وأفراد عصابته.. إن يومه قريب.