قوات بشار تسيطر على 80٪ من بلدة القصير الاستراتيجية ، وتعهّده بتحقيق النصر له فى معركته ضد معارضيه. إلى الآن يؤتى تدخل حزب الله العلنى ثماره السياسية والعسكرية، وقد أرسل رسائل متعددة إلى الغرب وإلى الولاياتالمتحدة، وكذلك إلى دول المنطقة المتورطة فى الصراع. أصبح التهديد باشتعال حرب طائفية فى المنطقة لا يمكن السيطرة عليها، أصبح جديا للغاية، مع استمرار المواجهات بين السنة والعلويين فى مدينة طرابلس اللبنانية، وكذلك استهداف الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، بصاروخين أول من أمس «الأحد». وعلى الأرض فى سوريا، تسجل قوات الأسد مكاسب ميدانية وإن كان ذلك بوتيرة بطيئة نسبيًّا، وقد باتت تسيطر الآن بدعم من حزب الله على 80% من مدينة القصير الاستراتيجية فى وسط سوريا. أما على الصعيد السياسى، فإنه يبدو أنه قد تحقّق بنسبة كبيرة ما يريده حلفاء الأسد، فقد تزايدت الدعوات الدولية من أجل تسوية سلمية للأزمة فى سوريا، بعد أن كان الساسة فى الغرب والشرق على السواء يتحرّجون من مجرد الحديث عن الحل السلمى. الولاياتالمتحدة التى كانت تتمسّك بعدم مشاركة إيران فى أى جهد دبلوماسى دولى لحلحلة الأزمة، تراجعت عن هذا الموقف بشكل واضح بالنظر إلى التطورات الميدانية الأخيرة، أو الحماقات التى ارتكبها بعض فصائل المعارضة، وبخاصة الجهادية منها، إلى جانب عدم رغبتها فى إثارة غضب روسيا فى الوقت الراهن، حيث تدعم موسكو بشدة مشاركة إيران فى أى حوار حول مستقبل سوريا. فى نفس الوقت، فإن واشنطن وحلفاءها الأوروبيين ما زالوا لم يحسموا موقفهم من مسألة تسليح المعارضة، التى يزداد نفوذ الإسلاميين المتشددين داخل صفوفها. ويبحث اليوم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى فى بروكسل هذه المسألة وسط انقسام بشأن هذا الملف، . النظام السورى وهو يرى الوضع حاليا يميل إلى صالحه، رمى بالكرة بدهاء إلى ملعب معارضيه، عندما أعلن على لسان وزير الخارجية وليد المعلم، «الأحد» خلال مؤتمر صحفى مع نظيره العراقى هوشيار زيبارى، موافقته المبدئية على المشاركة فى المؤتمر الدولى حول سوريا المزمع عقده. أما المعارضة فواصلت محادثاتها لليوم الخامس على التوالى، أمس، فى إسطنبول دون أن يتمكّن ما يسمى ب«الائتلاف الوطنى» للمعارضة عن إحراز تقدّم حول قرار المشاركة فى المؤتمر الدولى بسبب استمرار التصارع «الفاضح»، حسب وصف أعضاء بالائتلاف نفسه، على اقتسام كعكة السلطة. ويحظى الإخوان المسلمون بنفوذ واسع فى الائتلاف المؤلف من تكتلات معارضة عدة، أبرزها المجلس الوطنى السورى، وهناك ضغوط من الولاياتالمتحدة والسعودية لتوسيع عضويته، ليضم مزيدًا من الليبراليين بهدف تحجيم دور الجماعة، فى حين تضغط قطر وتركيا للإبقاء على تشكيلة الائتلاف الحالية.