جنود أوروبا فى مرمى السكين والساطور، هذا هو الواقع الآن فى ظل الهجمات التى يتعرض لها هؤلاء بشكل متكرر خلال الفترة الماضية، فمنذ أيام قليلة قُتل جندى بريطانى طعنا بسكين وساطور فى أحد شوارع لندن على أيدى إسلاميين من أصول نيجيرية، قالا إنهما انتقما لأعمال العنف التى تمارس ضد المسلمين، وأمس تكرر الأمر عندما أصيب جندى فرنسى بجروح خطيرة على أثر قيام شخص بمهاجمته من الخلف وطعنه بسكين فى رقبته فى منطقة تجارية واقعة غرب باريس. المثير للغرابة أن الجندى الفرنسى المصاب هو أحد عناصر مكافحة الإرهاب الذين من المفترض أن يكونوا قد تلقوا تدريبات مكثفة على هجمات من هذا النوع، بل وأشد منها خطورة، والأغرب هو أن طعنه جاء خلال دورية مع زميلين آخرين فى إطار خطة «فيجيبيرات» وهى خطة مراقبة فرنسية فى إطار مكافحة الإرهاب، بل إن المهاجم لاذ بالفرار ولا تزال الشرطة تبحث عنه. الرئيس الفرنسى لم يجد ما يقوله إزاء الضربة التى تعرض لها جندى من المفترض أنه خبير فى فن الدفاع والهجوم. بيان مقتضب أصدره أمس أصر فيه على فاعلية خطة فيجيبيرات لمكافحة الإرهاب، هذا الإصرار الذى جاء رغم عدم حماية تلك الخطة للجندى المصاب، هولاند قال: «نحن نطلب من جنودنا الذين يعملون فى ظروف صعبة -كل واحد منا يعلمها- الحذر، خصوصا أن خطة فيجيبيرات رُفعت إلى مستويات أعلى لتوخى الحذر، أتمنى الشفاء العاجل للجندى». كالمصدوم من فشل خطة فيجيبيرات، اتخذت باريس عدة إجراءات أشبه بمن يتخبط بعد تعرضه لمفاجأة غير سارة، على رأس ذلك إجراءات أمنية مشددة تم فرضها فى منطقة لاديفونس مكان الحادثة، كما أعلن روبير جيلى المدعى العام، تكليف النيابة المتخصصة بقضايا الإرهاب بالتحقيق فى الاعتداء الذى تعرض له الجندى الفرنسى. شهادات أدلى بها مواطنون كانوا موجودين خلال الحادثة ربما تعطى انطباعا أن مرتكبيها من المسلمين كما هى الحال فى واقعة الاعتداء على الجندى البريطانى، حيث قال المتحدث باسم اتحاد الشرطة إن «صور كاميرات المراقبة للمهاجم أظهرت أنه شخص ملتح طويل القامة وعمره نحو 35 عاما، وربما تعود أصوله إلى شمال إفريقيا، وكان يرتدى زيا عربى الطابع». كما أكدت صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية الأمر ذاته، ونقلت عن مصادر فى الشرطة قولها إن «المهاجم المشتبه به رجل ملتح عمره نحو 30 عاما وأصوله من شمال إفريقيا وكان يرتدى ملابس عربية الطابع تحت سترته».