«قوة محتلة تأكل سيادة بريطانيا وتسن قواعد غريبة.. تطالب بجبايات وتفرض ضرائب، تكبح الحريات وتفرض ثقافات».. هكذا ينظر كثير من البريطانيين إلى قوة الاتحاد الأوروبى. بريطانيا أصبحت «عبدة» لأوروبا فى أقل من 4 عقود بسبب عضويتها فى الاتحاد الأوروبى، الذى يرى نواب حزب المحافظين البريطانى الحاكم أنه على الحكومة إرخاء علاقتها به إلى أقصى حد. قد يواجه رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، ثورة وعصيانا من قبل نواب حزبه، إذا لم ينصت إلى مطلبهم بإجراء استفتاء على قصر وتقييد علاقة بريطانيا بالاتحاد الأوروبى على العلاقات التجارية فقط، والتخلى عن الاتحاد السياسى معها.
مارك بريتشارد، من أبرز أعضاء حزب المحافظين، يرى أنه طلب منطقى، خصوصا بعد الأزمات المالية المتفشية فى أوروبا. وفى تحذير صريح لكاميرون، قال بريتشارد إن المحافظين سئموا من تبنى الوزراء الديمقراطيين الليبراليين للأفكار الأوروبية، حسبما ورد فى مقاله على صحيفة «تليجراف» البريطانية. مضيفا أنه فى حال صوت البريطانيون لصالح العلاقة التجارية فقط مع الاتحاد فى هذا الاستفتاء، سينبغى إجراء استفتاء آخر حول العضوية فى حد ذاتها فى موعد الانتخابات العامة القادمة.
وبدلا من امتصاص غضب حزبه، كان كاميرون «غير مبالٍ»، حيث سئم من تهديدات المحافظين بالثورة التى لا ينفذونها أبدا. فدائما ما يعدون بالعصيان أمام العامة، بينما فى البرلمان يؤيدون كاميرون وأوروبا! وهو ما يفسر أن سياسة الواقعية هى النظام المتبع حاليا.