بعد أشهر طويلة من التحضيرات، وفي خطوة هي الأولى من نوعها، بدأت الولاياتالمتحدة باستخدام مطار "الرميلان" بريف محافظة الحسكة السورية، حيث بدأت المروحيات بالهبوط والإقلاع. مطار الرميلان في ريف الحسكة الشمالي الشرقي، هو المطار الزراعي الصغير شبه المتوقف عن العمل منذ عام 2010، وأصبح جاهزًا للعمل بعد أن تم توسيع مدرجه خلال الأسابيع الماضية، ومن المتوقع أن يكون المطار نقطة انطلاق للمروحيات الأمريكية التي تقصف مناطق سيطرة تنظيم داعش في سوريا، وأن يكون مقًرا للمستشارين الأمريكيين الذين دخلوا الأراضي السورية قبل أسابيع. من جهة أخرى يخضع المطار لسيطرة "الإدارة الذاتية" الكردية، المدعومة من الولاياتالمتحدة وتركيا، وتعمل إلى جانب قوات التحالف الدولي في سورياوالعراق، ويقع المطار المعروف ب"أبو حجر" في جنوب شرقي مدينة الرميلان النفطية، حيث يقع أكبر حقل نفطي في سوريا، تديره وحدات حماية الشعب الكردية، وتصدر إنتاجه عبر كردستان العراق. وأشارت تقارير إلى أنه مع التواجد العسكري الروسي في سوريا للشهر الرابع على التوالي، تمثل الخطوة الأمريكية باستخدام المطارات السورية تطورًا نوعيًا في علاقات وموازين القوى في سوريا. واعتبر البعض أن هذه الخطوة ترسيم جديد لنفوذ القوى الدولية في سوريا، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةوروسيا. وكانت وسائل إعلام غربية قد نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن الولاياتالمتحدة تدرس إرسال وحدات صغيرة من قوات العمليات الخاصة إلى سوريا، ولكن البيت الأبيض نفى وجود أي خطط لشن عملية أمريكية برية واسعة النطاق في سوريا، ولم ينف في الوقت نفسه إمكانية التدخل البري من حيث المبدأ. إضافة إلى ذلك، ظل البيت الأبيض لفترة طويلة يدرس إمكانية إرسال مستشارين عسكريين إلى صفوف الوحدات الكردية والمعارضة السورية "المعتدلة"، إلى أن استقر في نهاية المطاف على توسيع النفوذ الأمريكي في سوريا، وخاصة بعد أن دخلت روسيا عسكريًا إلى سوريا في 30 سبتمبر 2015. المثير للتساؤلات أن حوارًا ضمنيًا، وغير مباشر، يدور بين موسكووواشنطن بشأن وجودهما العسكري المباشر في سوريا، إذ تكرر واشنطن نفس تصريحات موسكو التي انطلقت مع بداية الوجود الروسي هناك. إذ يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن نشر أي قوة أمريكية في سوريا، سيكون محدودًا زمنيًا، بالإضافة إلى كون مهمة الجنود محدودة ونوعية، وستتضمن تقديم الاستشارات لمقاتلي المعارضة السورية والمساعدة في توجيه الغارات الأمريكية على مواقع تنظيم "داعش".