أوضحنا سابقا في مقال “قراءة خططية لنادي الزمالك“ أن أهم و أكبر نقاط قوة يمتلكها فريق الزمالك هي قدرات لاعبيه الفنية في خلق و استغلال المساحات في الثلث الهجومي من الملعب، كما أوضحنا أن أكبر العوائق التي تواجههم هو التدرج بالكرة بسلاسة لإيصال الكره من الثلث الدفاعي إلى الثلث الهجومي لوجود انقسام و ضعف شديد في الربط بين الثلث الدفاعي والثلث الهجومي، كما أوضحنا في “تحليل مباراة الزمالك والمقاصة" آخر مباريات باكيتا على رأس الجهاز الفني للزمالك. إذن ما الحل السحري الذي استخدمه أحمد حسام ميدو لحل هذه المشكلات في أقل من 48 ساعة؟ أولا: الضغط العالي باستخدام كثافة عددية من لاعبي الزمالك على لاعبي الداخليه في ثلثهم الدفاعي أثناء التحضير لضمان استخلاص مبكر للكرة قبل عبورها لمنتصف الملعب للإبقاء على الكرة أطول فترة ممكنة في منتصف ملعب الداخلية. (الضغط العالي من شيكابالا في ثلث ملعب الداخلية الدفاعي في ظل كثافة عددية من لاعبي الزمالك لتشكيل الخطورة فور استخلاص الكرة). ثانيا: اعتماد فريق الزمالك على اللعب بخط دفاع عالٍ متمركز أغلب الوقت عند بداية الثلث الأوسط من الملعب لتضييق المساحة الطولية التي سينتشر بها لاعبو فريق الزمالك، مما يسهل الحفاظ على الخطوط الثلاثة للفريق ككتلة واحدة، ويعزز من ترابط خطوط الفريق. (خط الدفاع العالي من مدافعي الزمالك قرابة خط المنتصف) ثالثا: الاعتماد على إبراهيم عبد الخالق اللاعب دائم الطلب للكرة في الثلث الأوسط من الملعب، مما يجعل منه حلقة رائعة للوصل بين الثلث الدفاعي والثلث الهجومي لفريق الزمالك. (إبراهيم عبد الخالق يسهم في ربط خطوط الفريق بطلبه الكرة في الثلث الأوسط للملعب) بعكس ما كان يفعله إبراهيم صلاح اللاعب الذي يفضل الوجود في الثلث الدفاعي بشكل دائم، مما يسهم في فصل الثلث الدفاعي للفريق عن الثلث الهجومي، مما يؤدي إلى صعوبة في التحضير والتدرج بالكرة وكثرة التمرير العرضي كما شاهدنا في مباراة المقاصة. (عزلة الثلث الهجومي عن الثلث الدفاعي في مباراة المقاصة) رابعا: حرص أحمد حسام على لعب ثنائي الارتكاز طارق حامد وإبراهيم عبد الخالق للتمريرات الطولية والبينية بصورة شبه دائمة لتمويل تحركات زملائهم الرائعة في الثلث الهجومي من الملعب بشكل دائم، مما يعزز من ترابط خطوط الفريق الثلاثة. (تمرير طولي من إبراهيم عبد الخالق لباسم مرسي) (تمرير بيني من طارق حامد للمنطلق شيكابالا في مساحة الثلث الهجومي) عكس ما كان يقوم به الفريق تمامًا مع ماركوس باكيتا ومبالغة اللاعبين في القيام بالتمرير العرضي غير المفيد والذي يطيل من فترة تحضير الهجمة ويسهل على الخصم الارتداد الدفاعي أو حتى الضغط المبكر. (تمرير عرضي مباراة المقاصة) خامسا: حرص تام على تنفيذ الواجبات الدفاعية للاعبين أصحاب الطابع الهجومي وهو ما وضح بشكل كبير أثناء سير المباراة من صيحات أحمد حسام ميدو لجناحه الأيسر محمود كهربا بالالتزام بمساندة حمادة طلبة والرجوع لمراقبة الظهير الأيمن المتقدم لنادي الداخلية. (عدم مراقبة كهربا لظهير أيمن الداخلية، مما أجبر أحمد حسام ميدو على توجيهه من المنطقة الفنية) حقق البرازيلي ماركوس باكيتا 8 نقاط من أصل 15 نقطة متاحة خلال فترته التدريبية القصيرة بنادي الزمالك وهو معدل لا يسمح إطلاقا لنادي الزمالك بالتفكير في الحفاظ على لقبه إن استمر، وبالتالي تمت الإطاحة بباكيتا وتعيين أحمد حسام ميدو لدرايته الكاملة بلاعبي الفريق وكيفية الاستفادة من إمكانياتهم في أسرع وقت ممكن بعد إدراك مجلس الإدارة الحالي بنادي الزمالك أن المرحلة الحالية، هي مرحلة حصد البطولات وليست مرحلة بناء ليصبروا على فقدان النقاط مع مدرب أجنبي حتى يتعرف على خبايا الفريق وإمكانيات لاعبيه، ولهذا وجب التغيير.