مفاجأة صارخة وهدية الموسم قدمها الزملكاوية للأهلي سواء الجهاز الفني لمصر المقاصة صاحب الانتماءات الزملكاوية أو لاعبي الزمالك بفوز مصر المقاصة علي الزمالك1 صفر في المباراة التي أقيمت بينهما مساء أمس ... في الأسبوع رقم23 لمسابقة الدوري العام ليتجمد رصيد الخاسر عند46 نقطة يتساوي بها مع الأهلي ويشتعل سباق القمة والصراع علي اللقب بينما رفع الفائز رصيده إلي34 نقطة. قدم لاعبو الزمالك مباراة سيئة للغاية في الوقت الذي تفوق فيه طارق يحيي تماما بل انه قدم درسا رائعا في كيفية الضغط الدفاعي وصناعة التوازن خارج ملعبه رغم النقص العددي الذي تعرض له مبكرا بطرد لاعبه حسين حمدي في الدقيقة35 من الشوط الأول ليرد علي كل الذين شككوا فيه قبل المباراة وتعاطفه مع ناديه السابق خاصة أن أكثر من لاعب ضمه تشكيله سبق له اللعب في الزمالك ولكن الغريب أنهم تفوقوا جميعا وفي مقدمتهم أيمن عبد العزيز في الوقت الذي سقط فيه خط وسط الزمالك خاصة الثنائي المدافع. جاء الشوط الأول متوسط المستوي من الفريقين لم يقدم الزمالك العرض المتوقع منه وكان معظم نجومه المميزين خارج الخدمة في مقدمتهم شيكابالا وحسين ياسر المحمدي وحسن مصطفي وحتي إبراهيم صلاح وبدأت المشكلة مبكرا في خط وسطه الذي لم يكن منظما بشكل كبير دون مبرر بل كانت هناك حيرة كبيرة بين أكثر من لاعب فيه بين الأداء الهجومي والقيام بالواجبات الدفاعية خاصة ما يتعلق بالثنائي شيكابالا وحسين ياسر المحمدي. وفي المقابل فإن مصر المقاصة بدا أكثر تنظيما في الشوط الأول أو علي الأقل كان مديره الفني طارق يحيي يعرف ما الذي يريده من المباراة التي بدأها بطريقة لعب روتينية4 4 2 واعتمد علي مصطفي كمال في حراسة المرمي وأمامه الرباعي أحمد حسام وأحمد بكري ومعاذ الحناوي وأحمد حسام.. وفي خط الوسط الرباعي محمد ثابت صاروخ وأحمد عبد الرءوف وأيمن عبد العزيز ومحمود توبة.. وفي الهجوم أوسو كونان وحسين ياسر المحمدي. وتشابهت طريقة اللعب بين الفريقين خاصة مع تراجع شيكابالا وحسين ياسر المحمدي لخط الوسط كثيرا حتي بات الزمالك وكأنه يلعب بالطريقة الرقمية4 4 2 بعدما استنزف حسين ياسر المحمدي وشيكابالا الكثير من جهدهما في العودة والمساندة الدفاعية. والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا بدا مصر المقاصة أفضل وسيطر علي الكرة رغم تشابه طريقة لعبه مع الزمالك بل ان منافسه امتلك أربعة لاعبين لديهم قدرات هجومية رائعة ولكن لم يكن لهم تأثيرهم علي الإطلاق علي مرمي مصطفي كمال حارس المقاصة ؟.. والإجابة تتلخص في أن الزمالك الذي بدأ اللقاء بتشكيل مكون من عبد الواحد السيد لحراسة المرمي.. وأمامه عمر جابر ومحمود فتح الله وعمرو الصفتي ومحمد عبد الشافي.. وفي خط الوسط حسين ياسر المحمدي وشيكابالا وإبراهيم صلاح وحسن مصطفي.. وفي الهجوم عمرو زكي وأحمد جعفر.. لم يؤد لاعبوه أدوراهم المزدوجة علي الإطلاق. وافتقد الزمالك في الشوط الأول المساندة الهجومية من مدافعي الطرفين محمد عبد الشافي وعمر جابر بالإضافة إلي أن إبراهيم صلاح لاعب الوسط المدافع تحول دون مبر لما يشبه ليبرو لخط الوسط أو تحديدا الليبرو المتقدم لقلبي الدفاع وأفرط كثيرا بلا مبرر في الوجود في الثلث الدفاعي في الوقت الذي كان حسن مصطفي يتقدم كثيرا للثلث الهجومي. ولم تكن هذه هي المشكلة فقط وإنما أيضا اهتمام شيكابالا وحسين ياسر المحمدي باللعب علي الطرفين أدي في الشوط الأول لضعف الكثافة العددية للاعبي الزمالك في الثلث الأوسط الطولي في الملعب الذي لم يكن فيه وجود علي الإطلاق للفانلة البيضاء وبدت مساحة لا تقل عن50 ياردة خالية من لاعبي الزمالك بشكل حرمهم من السيطرة علي الكرة والضغط القوي علي مصر المقاصة. واستغل لاعبو مصر المقاصة الفجوة الكبيرة في وسط ملعب الزمالك في البناء والسيطرة علي الكرة خاصة أن الرباعي الذي اعتمد عليه طارق يحيي في وسط ملعبه ضم الثنائي أيمن عبد العزيز ومحمد ثابت صاروخ لهما من الخبرة الكبيرة والضخمة ما منحهما القدرة علي السيطرة وإفساد هجمات الزمالك وإجهاضها مبكرا بالتمرير والتوغل في ملعب الزمالك بمساعدة الثنائي محمود توبة وأحمد عبد الرءوف وما ساعد خط وسط مصر المقاصة علي التألق في الشوط الأول رأس الحربة المميز حسين حمدي الذي يجيد الاستلام والمراوغة والانطلاقة بما يملكه من مرونة ورشاقة جعلته لا يفقدها بسهولة ومعه الإيفواري الصغير أوسو كونان. وغابت الخطورة عن المرميين في الشوط الأول ولم يكن الضغط علي حارسي المرمي عبد الواحد السيد ومصطفي كمال كبيرا علي الإطلاق للحد الذي لم يختبرا فيه بشكل مؤثر باستثناء كرة قوية تسلمها أحمد جعفر علي حدود منطقة الجزاء وسدد كرة قوية أنقذها مصطفي كمال ببراعة في الدقيقة12 وقبلها تغاضي الحكم ياسر محمود عن ركلة جزاء صحيحة لا لبس فيها ولا تحتمل التأويل عندما نفذ شيكابالا في الدقيقة العاشرة شيكابالا كرة عرضية مرت من الدفاع وأخرجها حسين ياسر بيده قبل أن تصل للاعبي الزمالك. وباستثناء ركلة الجزاء الصحيحة التي لم تحتسب للزمالك وتسديدة عمرو زكي فإنه لم تكن هناك أحداث في الشوط الأول إلا تمريرة رائعة في الدقيقة20 لعبها حسين ياسر المحمدي باقتدار لعمرو زكي داخل منطقة الجزاء انفرد وسدد من علي بعد خطوات قليلة من المرمي ارتطمت بمعاذ الحناوي وتحولت لركنية.. وفي الدقيقة35 تعرض حسين حمدي للطرد لإلقاء الكرة علي وجه حسن مصطفي. ورغم النقص العددي المبكر لمصر المقاصة فإن الزمالك لم يستغله علي الإطلاق بل علي العكس كان منافسه أكثر تماسكا وكاد يسجل محمد ثابت صاروخ عندما تسلم كرة وسددها قوية مرت بجوار القائم الأيسر لعبد الواحد السيد لينتهي الشوط الأول صفر صفر. وفي الشوط الثاني أجري حسام حسن تغييرا تكتيكيا بسحب إبراهيم صلاح والدفع بحازم إمام لتدارك الفجوة الكبيرة في الثلث الأوسط الطولي والمساحات الشاسعة في وسط ملعبه بتحول عمر جابر للاعب وسط مدافع بدلا من المدافع الأيمن ويشغل المكان بدلا منه حازم إمام ليضرب حسام حسن عصفورين بحجر واحد الأول زيادة المساندة الهجومية من الطرف الأيمن بلاعب سريع يجيد الاختراق والثاني باستغلال المرونة الهجومية لعمر جابر في وسط الملعب بإعتباره يجيد التقدم وصناعة اللعب بصرف النظر عن التنفيذ السيئ لهما والذي لم يتناسب مع فكر المدير الفني. ويضغط الزمالك بقوة وبعدد كبير من اللاعبين لكن من سوء حظه أن واجه خط وسط عنيدا أجاد إفساد الهجمات والسيطرة علي الكرة والقيام بواجباته الدفاعية بل في أكثر من مرة بناء هجمات مؤثرة علي مرمي عبد الواحد السيد. المثير أن مصر المقاصة كان الأكثر خطورة في الشوط الثاني ونفذ هجمات مرتدة أكثر من رائعة كلها انفرادات في ظل الاندفاع الهجومي للاعبي الزمالك ووجود مساحات شاسعة بدأت مبكرا في الدقيقة13 عندما مرر أيمن عبد العزيز كرة رائعة إلي أوسو كونان الذي انفرد من بعد ما لا يقل عن40 ياردة ويخترق ويسدد قبل الوصول لمنطقة الجزاء تعلو العارضة. ويجري طارق يحيي تغييرا مميزا بسحب محمد ثابت صاروخ والدفع بعمر النجدي صاحب النزعات الهجومية والسرعة الفائقة وكأنه أراد أن يصنع مرونة هجومية تخفف من الضغط الذي يتعرض له لاعبوه وتخفيف الصار الذي فرضه لاعبو الزمالك عليهم بصرف النظر عن أنه لم يكن مؤثرا علي مرمي مصطفي كمال.. ولاستغلال المساحات الشاسعة في دفاعات الزمالك بلاعب مهاري هداف يجيد الاختراق من العمق وعلي الطرفين ليكون أشبه بواحد في ثلاثة. وما يحسب لطارق يحيي ومساعده طارق مصطفي أنهما لم يدافعا بل علي العكس احتفظ بالتوازن الهجومي ولا أحد يعرف من أين جاء يحيي بالجرأة ليواجه الزمالك وهو ناقص عدديا من الدقيقة35 من الشوط الأول ليتمسك باللعب بمهاجمين هما عمر النجدي وأوسو كونان بل علي العكس وصل لحد أنه إحتفظ بمهاجمين حتي بعدما أخرج اللاعب الإيفواري ودفع برأس الحربة سامح العيداروس أنه مدرب يستحق التقدير والإشادة. وتبدأ سلسلة تفوق مصر المقاصة الهجومية وانفراداته في الدقيقة25 عندما تسلم لاعبوه الكرة في الثلث الهجومي وينفذون عدة تمريرات رائعة من أقصي اليمين لليسار لتصل لفؤاد سلامة يلعبها رائعة إلي لأحمد عبد الرءوف ينفرد تماما ويسدد ينقذها عبد الواحد السيد بإجادة عالية. المثير أن مصر المقاصة كان الأكثر تأثيرا هجوميا رغم محاولات حسام حسن ودفعه بالجزائري محمد عودية بدلا من أحمد جعفر وعاشور الأدهم بدلا من عمر جابر دون مبرر إلا أن يستغل قدرة الثاني علي التسديد من المسافات البعيدة. ويفشل الزمالك في التأثير الهجومي وتأتي الدقيقة33 ليمرر فؤاد سلامة كرة رائعة لعمر النجدي من الناحية اليسري إلي اليمني خلف محمد عبد الشافي ليسددها النجم المغربي داخل المرمي مسجلا الهدف الأول.. ويحاول الزمالك ولكن دون فاعلية وبلا خطورة علي مرمي مصطفي كمال الذي تفوق بصد كرة من ضربة حرة مباشرة لعبها شيكابالا وتتعدد العرضيات غير الدقيقة من الزمالك التي يتعامل معها بإتقان شديد دفاع مصر المقاصة أحمد بكري ومعاذ الحناوي. ويتألق أيمن عبد العزيز ويقدم درسا في أداء لاعب الوسط المدافع في إفساد هجمات المنافس والسيطرة بل وربط وسط الملعب بالمهاجمين مثل محمود توبة وسط حالة غيبوبة من لاعبي الزمالك ومحاولات يائسة من عمرو زكي الذي مازال بعيدا عن مستواه وتحول لعبء علي الزمالك لينتهي اللقاء1 صفر ويخسر الزمالك ثلاث نقاط في سباق القمة.