حالة من الرعب والخوف والقلق تملأ صدور أهالى قرية "مناصفور" إحدى قرى مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية، بسبب حدوث الحرائق المفاجئة التى تحدث فى منازلهم دون أى أسباب واضحة لهذه الظاهرة الغريبة، والتى أدت إلى اشتعال أكثر من 22 منزلا على حد قولهم، مدعين أنها من فعل «الجن». وفتحت المساجد بصفة مستمرة لتكون ملاذاً لمن يريد الطمأنينة والراحة، وليتجمعوا فيها لقراءة القرآن والصلاة طوال الليل. وبعد نجاح قوات الحماية المدنية فى إخماد الحرائق التى اشتعلت فى منازل الأهالى أمس الإثنين، عادت للاشتعال مرة أخرى، الأمر الذى دعا عددا من أهالى القرية لمغادرة القرية، مرددين التكبيرات والآيات القرآنية. الأطفال والنساء والرجال ترتجف من الرعب قال عدد من أهالى القرية إن الحرائق بدأت حادثة قتل قط بطريقة وحشية، ومنذ ذلك الوقت ظهرت حرائق ببعض المنازل داخل القرية، ولم تتوقف منذ وقتها حتى الآن، رغم محاولات الأهالى اليائسة من خلال الاستعانة بالمشايخ وقراءة القرآن وغيره من أجل صرفهم، ولكن ماحدش قادر عليه. وأضافوا أن أغلب من يحضر من المشايخ يستدعى الجن، ولا يتمكن من صرفه، ويؤكدون أن الجن كان متمثلًا فى صورة القط المقتول، وبعد موته قبيلة الجن غاضبة من أجله وتسعى لإحراق القرية بالكامل، ولا نستطيع صرفها ولكن قبيلة هذا الجن تعمل خلال الفترة الماضية على إشعال عدد كبير من المنازل، على حد قولهم، لافتين إلى أن جميع أهالى القرية من أطفال ونساء ورجال يرتجفون من الرعب. وأشاروا إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها فى محافظة الشرقية، فقد حدث مثلها فى قرية كفر صقر من سنوات مضت، ولن يتمكن أحد من صرف هذه القبيلة إلا مشايخ من المغرب، مؤكدين أنهم يسعون للتواصل معهم من أجل الحضور بأقصى سرعة قبل القضاء على القرية تمامًا. وأوضحوا أن ذلك يحدث دون أى مقدمات، نجلس فى بيوتنا نرى النيران تخرج من الدواليب ومراتب السرير تشتعل، ولكن المصاحف لا تشتعل، والأهالى تنتظر كل يوم من سيشتعل منزله، لافتين إلى أن محافظ الشرقية ومدير الأمن على علم بذلك. نواب البرلمان يسعون لحل الأزمة قال الدكتور عبد الباقى تركيا، عضو مجلس النواب عن دائرة ديرب نجم بمحافظة الشرقية، إن اشتعال المنازل بقرية "مناصفور" أثار أزمة كبيرة للأهالى والأطفال خاصة فى ظل وقت وجود امتحانات لطلاب المدارس، لافتًا إلى أنه استدعى المعالج الروحانى وعضو مجلس النواب السابق، الشيخ علاء حسانين، لحل المشكلة وللأسف وماحدش قادر عليهم. وأضاف تركيا، أن حسانين زار القرية قبل عدة أيام من أجل حل المشكلة، وأكد وجود قبيلة من الجن تسكن بالقرية، وتقوم بحرق الملابس الداخلية للمواطنين والدواليب الخاصة بحفظ ملابسهم، مشيرًا إلى أنه سيحضر مساء اليوم لإرشادنا إلى حل لهذه الأزمة. وأضاف نائب ديرب نجم بالشرقية، أن أهالى القرية يستغيثون بى فى الساعة الواحدة أكثر من مرة، نظرًا لحالة الرعب والذعر التى يعيشونها، وبعضهم انتقل من القرية وتركها إلى مكان آخر ليسكن به خوفًا على أسرته وأولاده، لافتًا إلى أنه سيسعى لعرض هذه المشكلة على مجلس النواب فور انعقاده. وأشار تركيا، إلى أنه زار القرية عدة مرات برفقة وفد من أساتذة جامعة الأزهر وكلية أصول الدين، برئاسة الدكتور محمد محمود أبو هاشم، نائب رئيس الجامعة، بناء على طلب من أهالى القرية، وشاهد بالفعل هذه الحرائق، وتحاورا مع الأهالى وهدأوا من روعهم، قائلاً "أنا وزميلى فى البرلمان الحاج طلعت السويدى نتابع الموقف بصفة مستمرة من أجل التوصل إلى حل للأزمة". قاهر الجن والعفاريت: تعرض أمير أمراء الجن للضرب علق علاء حسانين، عضو مجلس النواب السابق، والملقب ب«قاهر الجن والعفاريت»، على مزاعم حرق الجن لقرية بالشرقية، قائلًا "ده انتقام من الجن لتعرض أحدهم لسوء على يد إنسان". وأضاف حسانين، خلال مداخلة هاتفية فى برنامج "آخر النهار"، على قناة "النهار"، أن الجن أشعل النيران فى المنازل بعد تعرض "أمير أمراء الجن" للضرب من أحد أهالى القرية وقت أن كان متجسدا فى صورة قطة أو كلب، ولذك انتقم أهل الجن من القرية بالكامل، وحذر من خطورة الموقف مطالبا الحكومة والمؤسسات الدينية بعدم الاستخفاف بالأمر. الأزهر: قراءة القرآن والتكبير فى مكبرات الصوت بعد قطع أهالى القرية الطريق العام أمس الاثنين لمطالبة الحكومة بالتدخل وحمايتهم من الجن، وبعدها توجهت لجنة تضم عددا من مشايخ الأزهر ووزارة الأوقاف مصحوبة بقيادات تنفيذية وأمنية إلى القرية لمواجهة الجن بالصلاة والدعاء. وخلال زيارتها للقرية، أجرت اللجنة اجتماعات مع الأهالى للوقوف على أسباب الحادث، وألقى الشيوخ الخطب الدينية فى المساجد وأدوا الصلاة مع الأهالى دعوا الله خلالها أن يصرف عنهم البلاء. وقال رئيس المنطقة الأزهرية بالشرقية وأحد أعضاء اللجنة الشيخ السيد سراج، فى تصريحات صحفية، إنهم تحدثوا للأهالى وهدؤوا من روعهم، ونصحوهم باللجوء إلى الصلاة وقراءة القرآن والدعاء إلى الله. من جهتها، أعلنت مديرية الأوقاف بالشرقية أنها أصدرت أوامر إلى المساجد التابعة لها بالقريتين باستمرار بث القرآن الكريم فى مكبرات الصوت طوال اليوم لطمأنة الأهالى.