رعب وخوف، منازل تحترق ذاتيًا، وأشياء لايعلمها الفرد العادى ويصب تفسيرها، هكذا هو حال قرية «مناصفور» بمحافظة الشرقية، ومع تزايد الحرائق يوم بعد يوم وكثرت الخسائر، زادت الشكوك في قلوب الأهالي حول الجاني المجهول. وفى الأيام الأخيرة فوجىء الأهالي بحريق فى المنازل دون وجود سبب جوهري، بل قد تكون هذه المنازل خاوية من سكانها، لتبادر فى أذهانهم وجود «الجن». «احنا مش عارفين نروح شغلنا ولاعرفين ننام، وأولادنا مابيروحوش المدرسة، بيوتنا بتولع لوحدها».. كلمات أعرب من خلالها عدد كبير من الأهالي عن حالتهم التى ظلت ظلام دامس لايعلم نورها إلا الله عز وجل. وقال أحمد زهران _ أحد المتضررين، إن منزله يوجد به جن منذ 9 سنوات، وكان يري خيالات وأشخاص منظرها قبيح وتحرضني علي قتل أولادى وهبنا لشيوخ نصحونا بترك منزلنا، ولكن لم يكن لنا مأوى غيره كي نتركه، ومنذ يومين فوجئنا بالمنزل يحترق 5 مرات متكررة وكنا نقول «الله اكبر» حتي تطفئ النار وكانت تطفئ عند التكبير. واستطرد: « استعنا بعدد من المشايخ لقراءة القرآن ومواجهة تلك الظاهرة المرعبة، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، إذ غادر المشايخ القرية دون حل، معلنين أن الأمر أكبر منهم وأنهم ليسوا من ذوى القدرة على مواجهة تلك الظاهرة والتعامل مع الجن». كما قال جمال محفوظ_ أحد المتضررين، إن 13 منزلا احترقت حتى الآن، ووصلت جملة الخسائر إلى 50 مليون جنيه، وذلك بعد اتهام الجن بسرقة أموالهم. وحينما فاض الكيل بالأهالى، تجمهروا فى شوارع القرية مرددين «الله أكبر» فى محاولة منهم للسيطرة على ما يجرى من أحداث رعب تجسدت على أرض قريتهم، فيما دعا البعض إلى التجمهر أمام مبنى ديوان عام المحافظة بمدينة الزقازيق، وذلك للضغط على المسئولين بضرورة اتخاذ اللازم والتدخل بدعوة المشايخ وعلماء الأزهر والأوقاف لمكافحة الظاهرة. فيما أكد بعض أهالى القرية أن اللواء يعقوب إمام، السكرتير العام للمحافظة، زار القرية للوقوف على أزمة اشتعال النيران بشكل ذاتى فى عدد من المنازل منذ ما يزيد على شهر، انتهت باشتعال النيران أمس، السبت، فى 5 منازل. وقال الأهالى إن وكيل وزارة الأوقاف هو الآخر توجه إليهم على رأس وفد من مشايخ الأوقاف والأزهر للوقوف على حقيقة الوضع، ولم يستبعد وقوع تلك الكارثة بفعل عشيرة من الجن، وأكد الشيوخ أن الحل هو الرقعة الشرعية حيث هرع الأهالى إلى الصلاة التى جمعهم عليها وكيل وزارة الأوقاف، للدعاء والتضرع إلى الله أن يرفع عنهم البلاء.
