وصف محمد كامل عمرو وزير الخارجية القمة الافريقية القادمة والتي ستعقد هذا الشهر فى أديس أبابا ب «الخاصة جداً»، لأنها ستشهد احتفالية بالعيد الخمسين على إنشاء منظمة الوحدة الافريقية. جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية علي هامش الاحتفالية التى أقامتها وزارة الخارجية مساء الاثنين، في متحف الأمير محمد علي بقصر المنيل تحت عنوان: «النهضة الأفريقية والوحدة الأفريقية الشاملة»، بمناسبة الذكرى الخمسين لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية. وأوضح الوزير أن القمة القادمة ستكون مهمة جداً وذلك لأن كافة الرؤساء الافارقة سوف يتحدثون عن نظرتهم المستقبلية للقارة الأفريقية وقضاياها، مشيرا إلى أن مصر تشارك فى مبادرة النيباد لكونها احدى الدول المؤسسة لها وقامت بإنشاء البنية التحتية فى المبادرة، كما قامت مصر بجهد كبير فى موضوع الممر الملاحى ببحيرة فيكتوريامن خلال ربطها بنهر النيل ومحور الإسكندرية الكيب تاون. وأشار الوزير إلى أن هناك عددا من الملفات المهمة لمصر فى القارة الافريقية، ومنها التنمية فى إفريقيا والتعاون الافريقى والسوق الافريقية المشتركة وإقامة البنية التحتية للتبادل التجارى، والتعاون الاقتصادى لأنه بدون شبكة طرق ونقل لن يكون هناك تبادل تجارى وتعاون اقتصادى بين الدول الافريقية. وقال وزير الخارجية إن ملف مياه النيل لن يتم مناقشته فى القمة الافريقية القادمة، لكن هناك لقاءات كثيرة بين الرئيس محمد مرسى ورؤساء الدول الافريقية ومن بينهم رؤساء دول حوض النيل وسيقوم الرئيس خلال هذه اللقاءات بمناقشة الملف. ورداً على سؤال حول إحتمالية تدخل مصر عسكريا فى حال فشل المفاوضات بين مصر ودول حوض النيل قال وزير الخارجية إن مصر تتعاون وتتعامل من منطلق الصداقة والتفاهم والمصلحة المشتركة مع دول حوض النيل. وأشار الوزير الى أن نهر النيل يمكن أن يربط بين الدول ولا يفرق بينها ولو أحسن استخدام النهر ومراعاة المصالح المشتركة لدول المصب مثل مصر والتى ليس لديها مورد للمياه إلا نهر النيل ولا يوجد لدينا أمطار ويمكن أن يكون الجميع رابحين وليس هناك رابح أو خاسر فى موضوع مياه النيل. وأضاف الوزير أنه منذ قديم الأزل مصر هبة النيل وبدون النيل ليس هناك مصر وهذا المورد الوحيد لنا، مشيرا إلى ان جميع الاشقاء الافارقة سواء فى حوض النيل الجنوبى أوالشرقى يعلمون ذلك جيداً . ولفت الى أنه فى لقاءاته مع وزراء الخارجية الافارقة اكدوا على ذلك، معربا عن أمله في أن يكون نهر النيل عنصراً للتقريب وليس للفرقة بين الدول الافريقية وذلك من خلال التفاهمات والاتصالات المستمرة، مضيفا انه لو إستحسن إستخدامه فسوف نخرج جميعا رابحين من ذلك. وأعرب الوزير عن أمنيته في أن يتم قريبا افتتاح الطريق الذى يربط بين مصر والسودان على البر الشرقى وكذلك محور البر الغربى. وحول ما تردد عن ضرورة تصديق البرلمانات فى السودان ومصر على افتتاح الطريق الجديد بين البلدين، قال الوزير إن التصديق على الاتفاقية يتم فى موعد محدد وهذا لا يمنع ولا يؤجل افتتاح الطريق. وأشار عمرو إلى أنه شارك فى مؤتمر حول مالى فى بروكسل لتقديم الدعم لمالى. وقال إنه ألقى كلمه خلال المؤتمر أكد فيها ضرورة الحلول الشاملة اللازمة فى مالى وليس التعامل فقط مع أعراض الأزمة لأنها فى جذورها أزمة تنمية وتعليم وثقافة وخلق وظائف للشباب ومن هذا المنطلق مصر مستعدة للمساعدة بكل الوسائل بما فى ذلك الازهر الشريف الذى يمكن أن يقوم بدور فى نشر تعاليم الدين الاسلامى المعتدل الصحيح ويمكن أن نرسل مبعوثين من الازهر الى هناك.