قال مدير عام مؤسسة تاون هاوس ياسر جراب إن إغلاق المسرح جاء بقرار من جهات إدارية من الحى التابع له المؤسسة، وأن بعض تحفظات الجهات الإدارية تبدو منطقية لكن كان يجب إنذارهم بها قبل قرار الإغلاق. وكانت قوة من الشرطة توجهت ليلة أمس للمسرح وقامت بالتحقيق مع العاملين فى المكان، وانتهت إلى إغلاق المسرح والجاليرى بالشمع الأحمر. وقال جراب: "أجاهد لإتمام الإجراءات القانونية المطلوبة وهى تراخيص لم نكن نعلم بضرورة استخراجها من قبل، لكن تحفظى الوحيد هو على أنهم لم يمهلونا فرصة مناسبة لإتمام هذه الإجراءات". واستبعد جراب أن يكون هناك تربص بمؤسسة تاون هاوس سياسيًّا، وهى المؤسسة التى بدأت عملها منذ 1998 وقدمت مئات العروض الفنية والمعارض، وقال : "لم ألحظ أى تشدد أمنى بل على العكس كانت الجهات الأمنية تؤمن المسرح فى حالة استضافة فنانين أجانب". وأضاف أن بعض تحفظات الجهات الإدارية تبدو منطقية كتأمين خطة هروب للعاملين فى حالة الطوارئ، وقال :"لسنا متحفظين على هذا الحرص، لكن كان يجب أن يعطونا فرصة لتنفيذ هذه الشروط الجديدة بدلًا من إغلاق المكان، فنحن لسنا محلًا تجاريًّا بل مكان ثقافى يهدف للتنمية ومرتبطون بجداول وعروض". وكانت مباحث المصنفات الفنية قد قررت إغلاق عدة أماكن ثقافية منها مركز الصورة المعاصرة cic بوسط البلد فى نوفمبر الماضى ومن قبله عدة مراكز ثقافية أخرى، الأمر الذى دفع بسمة الحسينى مديرة مؤسسة المورد الثقافى - أنهت عملها فى مصر مطلع 2015- للتأكيد على أن هنا حالة من التصيد بناء على القرارات والقوانين التى أصدرتها وزارة التضامن خلال الفترة من يوليو إلى أكتوبر ٢٠١٤ . وقالت: "هذه القرارات والقوانين تجرم الكيانات الثقافية غير الهادفة للربح وتهدد بسجن العاملين فيها وداعميها، في أغسطس ٢٠١٤ منع الفن ميدان، خلال ٢٠١٤ و ٢٠١٥ تم مسح جرافيتي الثورة من محيط ميدان التحرير، في أغسطس ٢٠١٥ تم اقتحام شركة زيرو برودكشن واعتقال المخرج تامر السعيد لمدة قصيرة، في نوفمبر ٢٠١٥ تم اقتحام مركز الصورة المعاصرة واعتقال أحد العاملين فيه ثم توجيه اتهامات إلى رئيس مجلس ادارته، بالأمس تم اقتحام تاون هاوس جاليري ومسرح روابط وإغلاقهما". وتابعت: "في كل حالات المنع والاقتحام والاعتقال والإغلاق هذه استخدمت أسانيد قانونية يبدو أن لا علاقة لها بالسياسة مثل المصنفات الفنية - الضرائب - القوى العاملة - تنظيم الشوارع إلخ، وفي كل مرة يتضح لاحقاً أن هذه الأسانيد مزيفة وأنه ليست هناك مخالفات قانونية، والأدهى أن حتى هذه المخالفات القانونية لو وجدت لا تستتبع لا الاعتقال ولا الإغلاق ولا الاقتحام ومحاصرة الأماكن بقوات أمنية". وأضافت: "في كل هذه الحالات، ماذا كان رد الفعل؟ هل كان هناك أي رد من الفنانين والمثقفين المستقلين؟ هل أصدر بعضهم بياناً؟ هل تمت الدعوة إلى لقاء أو مؤتمر؟ هل تكاتف الفنانون المعنيون بالعمل الثقافي المستقل وساندوا بعضهم البعض؟ هل فكروا في أي عمل مشترك لصد الهجمات المماثلة في المستقبل؟ للأسف الإجابة هي "لا" على كل هذه الأسئلة، اللهم إلا مؤسسة حرية الفكر والتعبير التي تحارب وحدها للحفاظ على ما تبقى من هذه الحرية، والتي لا يعلم بوجودها أصلاً كثير من الفنانين والمثقفين، ليس الغرض هنا هو لوم الضحايا، ولكن الحث على التفكير، بدون أي فعل تنظيمي للقطاع الثقافي المستقل، سيسهل جداً القضاء على المنافذ القليلة الباقية للتعبير الفني الحر خارج المنظومة الرسمية المحكومة تماماً بأجندة النظام السياسية". فى الوقت نفسه تحفظ جراب على أى إجراء للتضامن مع تاون هاوس، وقال :"ما يحتاج المثقفون فعلا للالتفاف حوله الآن هو تنفيذ الاستراتيجية الثقافية، التى استغرقت حوالى عام ونصف كامل من المناقشات بين الجهات الحكومية وبين المؤسسات المجتمع المدنى المعنية بالتنمية الثقافية ولم تنفذ". وأضاف ياسر أنه لا يستطيع الجزم بأن المشكلات التى تعانيها مراكز ثقافية تعرضت خلال الفترة الماضية هى نفس التى تواجه روابط الآن، وقال :"صحيح أننا مؤسسات شبيهة فى الهدف، لكن طبيعة نشأتنا مختلفة، لذلك لا يمكن الجزم بأن أوجه القصور واحدة، لكن أعتقد لو تم تنفيذ مسودة الاستراتيجية الثقافية 2030 والتى شاركت فيها كل المؤسسات المعنية بالعمل الثقافى الذى نحتاجه جميعا، لن تكون هناك مشكلة كتلك التى نواجهها الآن، فالمسودة تغطى كافة أوجه العمل الثقافى". واختتم ياسر بضرورة أن تتكامل الجهود بين الجهات الثقافية الحكومية وجهات العمل الثقافى المستقلة، لأن ذلك لو حدث فسيحقق الطرفان نجاحا كبيرا، وقال :"كلنا أبناء وطن واحد، ولابد أن نتعاون لا أن نتصيد الأخطاء لبعضنا البعض".