أحمد السيد المندوة، الاسم الحقيقي لأحمد سبايدر، الشخصية التي أثارت جدلًا واسعًا في أعقاب ثورة يناير وحتى مطلع 2014، ظل سبايدر يتفنن في اختراع قصص وأوهام من نسج خياله عن المؤمرات الكونية التي يدبرها نشطاء سياسيون شاركو في قيام ثورة يناير. كانت قناة الفراعين منبرًا لسبايدر يبث من خلالها شائعاته وإدعاءاته المضحكة حول تآمر الماسونيون أمثال وائل غنيم، وإسراء عبد الفتاح، وأحمد ماهر، وعلاء عبد الفتاح، وغيرهم من الشباب الذي كانو رموزًا لشباب ثورة يناير أو لكونهم الأقرب لوسائل الإعلام في هذا التوقيت. ويعرف "سبايدر" نفسه على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" التي يتابعها قرابة 150 ألف شخص: «شاب مصري، 25 عامًا، حاصل على ليسانس آداب لغة إنجليزية، عمِل مذيعًا بقناة "الفراعين"، كشف العديد من المؤامرات التي تحاك ضد مصر من بعد الثورة من قوى داخلية وخارجية، واستمر في الوقت الحالي لتوعية الوطن العربي كله من المؤامرات التي تحاك ضده، صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي تخطت النصف مليون معجب بعد إغلاق قناة الفراعين، يستمر في بث برنامجه "سبايدر" على "فيسبوك" عبر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي». كانت بداية شهرة سبايدر بهجومه المستمر على وائل غنيم في عام 2011، متهمًا غنيم بأنه أحد الوسائل التي استخدمتها كوندليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، لتنفيذ خطة أمريكا في مصر وهي الفوضى الخلاقة وأن أمريكا استخدمته في إحكام تلك الخطة. كان سبايدر يرى أن من يطلقون على أنفسهم نشطاء سياسيون في هذا التوقيت خونة وعملاء مثل إسراء عبد الفتاح وبثينة كامل وأسماء محفوظ ومايكل نبيل وغيرهم، متسائلًا من أين لهؤلاء بكل هذه الأموال التي يذهبون بها إلى أمريكا؟ و"كأنهم نازلين العتبة، خاصة أنهم جميعا يدّعون أنهم مش لاقيين ياكلوا". واستكمل هجومه ضد غنيم متسائلًا "ثم من الذي يقف وراءه حتى يصل في مثل هذا السن لمنصب مدير تسويق الشرق الأوسط في جوجل، هذه الشبكة التي لا يعمل بها سوى اليهود الذين لن يسمحوا لأحد أن يصل إلى هذا المركز أو يعمل بتلك الشبكة من الأساس إلا إذا كان عميلًا لهم". وكان سبايدر يرى أن غنيم تم اختياره من البداية ليكون قائدًا للشباب في ثورة يناير بحيث إنه كلما سار في اتجاه ساروا خلفه، حتى انكشف غنيم للناس وأصبحت أهدافه لتخريب مصر واضحة جدًا، فهو لا يهدف لأى شيء سوى مصلحته الخاصة، وأن أمن الدولة كان يرصد تحركاته منذ فترة طويلة وله ملف كامل لدى جهاز أمن الدولة يحتوي على حقيقته كاملة. وكان المجلس العسكري خلال عام 2011 وما بعده حتى انتخاب مرسي، هدفًا لسبايدر، حيث هاجم المجلس على خلفية السماح لمتهمي قضية التمويل الأجنبي لبعض المراكز الحقوقية بالسفر خارج البلاد، وقال: "ليهم حق يشمتوا أكتر من كده من الآخر المجلس العسكري مخلاش لينا كرامة ولا حتى عين نرفعها في عينين العيال دي من الآخر يا مجلس يا عسكري لو كنا نزلنا ضدك زيهم كنت قدرتنا عن كده". وتساءل سبايدر موجهًا حديثه للمجلس العسكرى: "لما مش هتقبض ع الناس دي دلوقتي عاوز تقنعني إنك هتقبض عليهم بعد ما تسيب السلطة". ثم انتقل سبايدر إلى الهجوم على الإعلامي باسم يوسف، بعد أن استضاف فرقة "حوض النيل" في برنامج "البرنامج" وقال: "الأراجوز استضاف فرقة مكونة من مغنيين من كل دول حوض النيل، وجاب بنت عرفها إنها مصرية أشك في مصريتها أصلًا، لنطقها اللكنة المصرية بالعافية بجانب رقصتها مالهاش علاقة بالمصريين". وواصل سبايدر: "المطربة أهانت المجتمع المصري عندما قالت في كلمات المقطع بتاعها (مجتمع وسخ زي الرصيف وعاز يتكنس)"، وتساءل: "هل ده ليه علاقة بفرقة عاوزة توحد شعوب حوض النيل بعيدًا عن السياسة؟". وفي مطلع 2014 انتقل أحمد سبايدر إلى شخصية جديدة لم تكن مشهورة في هذا التوقيت كما هو الوضع حاليًا، حيث اتهم "أبلة فاهيتا" بالتخابر والتجسس لصالح جماعة الإخوان أو جهات أجنبية لم يحددها هو الأمر الذي أثار زخمًا إعلاميًا حول الدمية المتحركة. وتقدم سبايدر ببلاغ للنائب العام وقتها يتهم "أبلة فاهيتا" بالتآمر وتضمين شفرات تحرض على العنف في إعلان تجاري لشركة اتصالات يحمل عنوان "شريحة المرحوم"، وزاد الامر انتشارًا حينما ظهر "سبايدر" في برنامج "الشعب يريد" مع أحمد موسى، لتفسير الشفرات المتضمنة في الإعلان الذي ظهر مع الاحتفالات بأعياد الميلاد. ورأى سبايدر أن شجرة الكريسماس في الإعلان هي عبارة عن نبات الصبار "على غير المعتاد" كما أنها احتوت على 4 أذرع في "إشارة إلى علامة رابعة"، التي أطلقها مؤيدو جماعة الإخوان، واعتبر أن المصابيح الحمراء المعلقة على الشجرة هي رمز لقنابل، وأن حرف A على أحد الأذرع هو إشارة لجماعة "الإنكاريين الفوضويين". حاول سبايدر فهم بعض العبارات غير المفهومة، خاصة أن هذه الشخصية تستخدم مصطلحات خاصة وغير مفهومة في بعض الأحيان، وقال إن بعض هذه المصطلحات تحض على ممارسة العنف ضد الجيش، وحذر من أن "أبلة فاهيتا" ألمحت في الإعلان إلى عمل تفجيري خلال شهر يناير. وكانت واقعة أبلة فاهيتا آخر معارك سبايدر إعلاميًا وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وخفت نجمه بعد أن بدأت الأمور تستقر نسبيًا في مصر، ليبحث عن سوق جديد يمكن من خلاله أن يرضي غروره بالشهرة بين الجماهير، فانطلق نحو سوريا معلنًا دعمه لبشار الأسد ضد المعارضين السوريين. حتى ظهرت صور جديدة لسبايدر، الأشهر الماضية، يقف في أحد ميادين مصر ليهتف بأعلى صوته لسوريا ويوجه التحية لبشار الأسد وأنصاره، معلنًا أنه يرفض مؤامرة الربيع العربي التي تستهدف المنطقة، وكان يرتدي في أغلب الصور المنتشرة على مواقع الإنترنت زي الجيش السوري وسط مناصرين للأسد في مواقع مختلفة، منهم داخل جامعة دمشق. وفي الوقت الذي انتشرت فيه شائعات حول مقتل سبايدر في سوريا من قبل الجماعات المعارضة لبشار، كانت آخر رسالة من سبايدر على صفحته بتاريخ 21 نوفمبر 2015 تحت صورة لشباب في ميدان التحرير وعلق عليها قائلاً:” نكسة 25 يناير اللي قام بيها الشباب التااهر، من ذكريات محمد محمود، أناام معاكووا ".