وُلدت المغنية والملحنة والناشطة الفلسطينية "ريم بنا" في مثل هذا اليوم 8 ديسمبر من عام 1966، في مدينة الناصرة عاصمة الجليل، وهي ابنة الشاعرة الفلسطينية زهيرة صباغ، ودرست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى بموسكو، وتخرجت عام 1991 بعد 6 سنوات أكاديمية درست خلالها الغناء الحديث وقيادة المجموعات الموسيقية. بدأت مشوارها الغنائي مبكرًا في سن العاشرة، وشاركت في العديد من المناسبات الفنية منها مهرجان ذكرى يوم الأرض في 30 من مارس، وغيرها من المناسبات الوطنية والسياسية، كما شاركت في الاحتفالات التي كانت تقيمها مدرستها -المدرسة المعمدانية- بالناصرة، وأصدرت عدة ألبومات موسيقية يطغى عليها الطابع الوطني الرافضة للاحتلال الصهيوني، ولها عدة ألبومات أغاني للأطفال، وشاركت كثيرًا في احتفاليّات ونشاطات عالمية لنصرة حقوق الإنسان، ويتميز أسلوبها الموسيقي بدمج التهاليل الفلسطينية التراثية بالموسيقى العصرية. أنهت "ريم" دراستها الأكاديمية وتخرجت عام 1991، أثناء هذه المدة أصدرت ألبومين من الغناء الحي وهما (جفرا ودموعك يا أمي)، وتزوجت في نفس عام التخرج من الموسيقي الأوكراني ليونيد أليكسيانكو، الذي درس الموسيقى والغناء معها في المعهد العالي للموسيقى بموسكو حيث كانا يعملان معًا في مجال الموسيقى والتأليف، ولكن زواجهما لم يستمر وتطلقا في 2010. وتعيش "ريم" حاليًا في مسقط رأسها مدينة الناصرة مع أطفالها الثلاث، ولكن طول الوقت تصارع المرض الخبيث - سرطان الثدي - لتنصر عليه مرتين ويعاودها من جديد وهو ما دفعها لأن تحلق شعرها لتعلن استعدادها لمواجهة المرض للمرة الثالثة غير مبالية ومتسلحة بالعزيمة والثقة من الانتصار. كتبت ريم بنا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي؛ عندما داهما المرض، كلمات أصابت كل من قرأها بالدهشة، لما تحمله هذه المرأة من القوة والشجاعة والمثابرة، فانتقلت من ضيق الجسد إلى اتساع الروح، ومن ظلام العتمة إلى اتساع الخيال، معلنة وبكل ثقة انتصارها على -سرطان الثدي- والتي وصفته بال"مشاكس المسكين" القابل للانكسار، رافضةً الاستسلام للمرض ونظرة الشفقة من الآخرين، مشيرة إلى أن الشفقة تكون فقط للضعفاء. تتصف أغاني "ريم" أولا وقبل كل شئ بأنها فريدة من نوعها، لأنها تؤلف معظم أغانيها، كما تتميز بأنها تحتوي على طريقة موسيقية مميزة في التأليف والغناء، وكلمات أغانيها مستوحاه من وجدان الشعب الفلسطيني ومن تراثه وتاريخه وثقافته، أما الموسيقى والألحان نابعة من صلب القصيدة وروافدها ومن الاحساس بايقاع الكلمة، ويأتي تمازج الكلمات والألحان معًا ليحملانا إلى ما وراء حدود فلسطين ليصل بنا إلى جميع أنحاء العالم، فأغانيها تعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني وهواجسه، كما تعبر عن وأفراحه وأحزانه وآماله، ومن أبرز الأنماط الغنائيّة التي انفردت ريم بتقديمها، هي التهاليل التراثيّة الفلسطينيّة التي تميّزت بأدائها والتصقت باسمها. ظهرت لأول مرة في أوساط الشهرة في أوائل التسعينات عندما قامت بتسجيل نسختها الخاصة من أغاني الأطفال الفلسطينية التقليدية التي كادت أن تنساها الأذهان.، ومازالت العائلات الفلسطينية تغني الكثير من أغانيها وأشعارها، وبالأخص أغاني الأطفال التي قامت بكتابتها وتأليفها بنفسها، والتي أصبحت محبوبة على نطاق واسع بين الأطفال خاصة عندما قامت بتقديمها في مهرجانات الأطفال مثل مهرجان "نوار نيسان" ومهرجان "فرح ومرح" ومهرجان "شتاء أريحا" ومهرجان "أطفال شهداء". لم تكفِ "ريم" بتأليف أغانيها الخاصة؛ بل أيضا لحنت الأشعار الفلسطينية، ومن أمثال الشُعراء الذين قامت ريم بتلحين أشعارهم: توفيق زياد ومحمود درويش وسميح القاسم وزهيرة صباغ وسيدي هركاش، أما الألحان فتقوم ريم وزوجها ليونيد بالمشاركة في تأليفها معا بطريقة خلاقة وفريدة من نوعها، وتُوصف موسيقاها بأنها "مؤثرة وعاطفية وتقترب أحيانًا من الفن الهابط."، ولكنها تصف موسيقاها بأنها وسيلة للتعبير عن الذات الثقافية قائلةً: "جزء من عملنا يتألف من جمع النصوص الفلسطينية التراثية غير الملحنة، حفاظًا على هذه النصوص من الضياع، ثم نحاول تأليف موسيقى عصرية مستوحاه من الموسيقى الفلسطينية التُراثية لتتماشى مع هذه النصوص". وتقدم "ريم" حفلات حية في الضفة الغربية، وتصل إلى جمهورها في غزة، حيث تمنع إسرائيل مواطينيها المقيمين بها من الدخول، وقدمت ريم أولى حفلاتها في سوريا في الثامن من يناير 2009، كما قدمت حفلة في تونس في 28 من يوليو 2011، وأولى الحفلات التي قدمتها في بيروت كانت في 22 من مارس 2012. وقامت بمشاركة "وليونيد" بالمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية والتي تمثل فيها فلسطين، وأُقيمت هذه المهرجانات في كل من مصر وإيطاليا والنرويج والبرتغال والسويد وجمهورية التشيك والأردن، وكذلك شاركت في مهرجان المرأة القوقازية الذي أُقيم في كل من تونس وسويسرا ورومانيا والدنمارك والمغرب.