تتعرض مصر لسلسلة من أعمال العنف المسلح المتتالية منذ 30 يونيو 2013 ، وقد تطورت أعمال العنف المسلح متخذةً أشكالا متنوعة على الأرض بشكل يوحي بوجود أهداف استراتيجية أخرى، ويتناول هذا المؤشر بيانات كمية عن عمليات العنف المسلح الواقعة من 30 يونيو 2013 حتى أكتوبر 2015 1، مع التركيز على أحداث العام الجاري (2015)، للوقوف على حجم الظاهرة ومعدلات تكرارها عبر الشهور، فضلا عن انتشارها الجغرافي2. وقد اعتمد المؤشر الصادر عن المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية على "الخسائر البشرية" و"الخسائر المادية" التي وقعت في المجتمع المصري نظرًا لدلالتها بالنسبة لحجم وعنف تلك العمليات، وما يتعلق باستشراف مستقبل الوضع الأمني والاستقرار في مصر. وفي سياق الحديث عن الإرهاب، احتلت مصر المرتبة الثالثة عشر بدرجة 6.5 من عشرة حيث وقعت في المستوى الثاني في مؤشر الإرهاب العالمي الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام الأمريكي (IEP)، مما يشير إلى خطورة الأمر. يمثل الشكل رقم (1) توزيع أعداد أعمال العنف المسلح في الفترة من أول يناير 2015 وحتى أول أكتوبر 2015 وفقًا للمحافظات، ويظهر أن القاهرة جاءت كأعلى المحافظات من حيث وقوع أعمال العنف المسلح خلال تلك الفترة بنحو 91 عملية تقريبًا، تلتها الجيزة بما يقرب من 84 عملية مسلحة، ثم جاءت سيناء في المرتبة الثالثة ب78 عملية، ثم في المرتبة الرابعة الفيوم ب51 عملية، ثم الشرقية في المرتبة الخامسة بنحو 49 عملية، ثم في المرتبة السادسة حلت القليوبية ب34 عملية، وجاءت كلٌّ من: مطروح، وسوهاج، الوادي الجديد كأقل المحافظات التي تم رصدها من حيث وقوع أعمال عنف مسلح بعملية واحدة لكل منها، وفقًا لما جاء بالصحف والمصادر الرسمية التي اعتمد عليها المؤشر خلال تلك الفترة. يمثل الشكل رقم (2): تطور أعداد أعمال العنف المسلح في الفترة من يوليو 2013 وحتى أول أكتوبر 2015 تبعًا للشهور، وقد جاء مارس يناير 2015، كأعلى الأشهر على الإطلاق من حيث وقوع عمليات عنف مسلح في الفترة من يوليو 2013، وحتى 30 سبتمبر 2015، (وقد شملت أعمال العنف المسلح: أعمال تفجير عبوات ناسفة، إطلاق نار، سيارات مفخخة، تفجير بنية تحتية وخطوط غاز وشبكات محمول وأبراج ضغط عالٍ وكهرباء، حرق وتخريب منشآت عامة وخاصة). يمثل الشكل رقم (3): توزيع نسب أعمال العنف المسلح في الفترة من أول يناير 2015 حتى الأول من أكتوبر 2015 وفقًا لنوعية العملية، وقد انقسمت عمليات العنف المسلح إلى ست نوعيات أساسية، وهي: (العبوات الناسفة والقنابل الهيكلية، أعمال حرق المنشآت ووسائل المواصلات الخاصة والعامة، أعمال تدمير بنية تحتية كخطوط الغاز وأبراج الكهرباء والضغط العالي والمحمول، إطلاق نار، سيارات مفخخة، والقذائف بأنواعها)، وقد جاءت نوعيةُ العبوات الناسفة كأعلى النوعيات من حيث كثافة وقوعها، حيث وقعت بنحو 54,66% من إجمالي أعمال العنف المسلح الواقعة في الفترة من أول يناير 2015 إلى الأول من أكتوبر 2015. ويلاحظ تزايد نسبتها عما قبل في إجمالي نوعيات أعمال العنف المسلح، وتلتها نوعيةُ تدمير البنية التحتية بنحو 18,33% تقريبًا من إجمالي عمليات العنف المسلح في هذه الفترة، وجاءت نوعية أعمال حرق المنشآت ووسائل المواصلات في المرتبة الثالثة كذلك بنحو 12,95 % تقريبًا من إجمالي العمليات، وفي المرتبة الرابعة حلت عمليات إطلاق النار بنسبة 10,26% من إجمالي العمليات، ثم العمليات باستخدام السيارات المفخخة بما يقرب من 3% من عمليات العنف المسلح في تلك الفترة، ذلك علاوة على دخول فئة جديدة لم تكن موجودة من قبل، وهي عمليات العنف باستخدام القذائف بأنواعها لا سيما الهاون، والتي حلت في المرتبة الأخيرة بما يقرب من 0,80% من إجمالي عمليات العنف المسلح في الفترة من أول يناير 2015 وحتى الأول من أكتوبر في العام ذاته. يُمثل الشكل رقم (4): توزيع نسب أهم المحافظات من حيث أعمال العنف المسلح في الفترة من أول يناير 2015 وحتى أول أكتوبر 2015، إذ يُلاحظ أن ما يقرب من 66,38% من عمليات العنف المسلح وقعت في سبع محافظات أساسية، وهي (القاهرة، الجيزة، الإسكندرية، سيناء، الشرقية، القليوبية، والغربية)، وقد زادت نسبة المحافظات الأكثر اضطرابًا، حيث أصبحت تشهد معظم أعمال العنف المسلح على مستوى الجمهورية بعد أن كانت نسبتها نحو 50% في الفترة السابقة، بينما وقعت 33,62% من عمليات العنف المسلح في باقي المحافظات التي تم رصد عمليات عنف بها، وقد جاءت محافظة القاهرة في مقدمة المحافظات التي شهدت عنفًا مسلحًا بنسبة 15,15%، والجيزة بنسبة 13,97% من إجمالي العمليات، بينما شهدت سيناء تزايدًا ملحوظًا في نسبة العمليات التي وقعت فيها لتصل إلى 12,98%، وتليها محافظة الشرقية التي وقع بها ما يقرب من 8,15% من العمليات، وفي المرتبة الخامسة حلت محافظة الإسكندرية التي شهدت تراجعًا لتصل نسبة العمليات فيها إلى 6,48% بعدما كانت 8% في الربع الأول من العام، ثم في المرتبة السادسة حلت محافظة القليوبية بنسبة 5,65%، وأخيرًا الغربية التي شهدت ثباتًا نسبيًّا في نسبة العمليات لتتوقف عند 4% مثلما كانت في الربع الأول من العام الجاري من إجمالي عمليات العنف المسلح منذ يناير 2015 وحتى الأول من أكتوبر 2015. ويُشير الشكل رقم (5) إلى تطور أعمال العنف المسلح في الفترة من يناير 2015 إلى أول أكتوبر 2015 وفقًا للشهور. ويلاحظ أن أعمال العنف المسلح قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في الأشهر الثلاثة الأولى، فقد وقع في شهر يناير 124 عملية عنف مسلح، ثم حدث انخفاض طفيف لتصل إلى 105 في فبراير، ثم بلوغ الذروة في مارس ب125 عملية، بينما انخفض عدد العمليات بشكل تدريجي منذ شهر إبريل الذي بلغ عدد العمليات فيه 72، ثم حدث انخفاض آخر بشهر مايو ب63 عملية، حتى يونيو الذي شهد انخفاضًا كبيرًا في العمليات لتصل إلى 23 عملية فقط، وفي شهر يوليو عاودت العملية الارتفاع مرة أخرى لتصل إلى 41 عملية، وذلك قبل أن يعود المسار للانخفاض مرة أخرى ليصل إلى 27 عملية في أغسطس، ثم الوصول لأدنى مستوى لها على الإطلاق في سبتمبر ب12 عملية عنف مسلح خلال الفترة من يناير 2015 وحتى الأول من أكتوبر 2015. إذ يُمكن إرجاع هذا الانخفاض إلى القدرات والتكثيف الأمني، مما حال دون زيادة العمليات، وأدى إلى انحسارها بشكل كبير. الحلقة القادمة مقارنة بين العمليات الارهابية 2014/2015