60 يومًا مرَّت على تولي الدكتور سعد الجيوشي حقيبة "النقل والمواصلات" اتخذ خلالها قرارات هامة ومصيرية، جذبت الأنظار إلى دور الجيوشي في الوزارة. جولات الجيوشي الكثيرة والمفاجئة لكل قطاعات الوزارة وتحديدًا السكة الحديد، كانت السر في اتخاذ تلك القرارات الهامة التي من بينها الإقالات المتعددة، إلا أنَّه، رغم ذلك لا يولي باقي قطاعات الوزارة اهتمامًا مثل اهتمامه بمرفق السكة الحديد، وسط مخاوف من انتشار الإهمال في القطاعات الأخرى، لا سيَّما في قطاع النقل البحرى والمواني، أحد أكبر وأهم القطاعات التابعة لوزارة النقل. الإقالات الأخيرة التي أصدرها الجيوشي نالت عددًا كبيرًا من قيادات الصف الأول والثاني بهيئة السكك الحديدية، حيث أطاح الوزير بالمهندس مصطفى أبو المكارم نائب رئيس الهيئة للموارد البشرية، والمهندس فرج محمود نائب البنية الأساسية، والمهندس خالد فاروق نائب رئيس الهيئة لقطاع البضائع. وأقال الجيوشي، اللواء رجب مهران مدير الأمن بشركة الخدمات المتكاملة التابعة لهيئة السكك الحديدية، والمهندس سيد أيوب رئيس مجلس إدارة شركة "ترانس أي تي" التابعة لهيئة السكة الحديد، خلال اجتماعه بقيادات الهيئة منذ يومين. وقبل أيام قليلة، اتخذ الجيوشي قرارًا مماثلًا خلال لقائه بالعاملين بشركة مترو الأنفاق، بإقالة أحمد سعيد، مدير العلاقات العامة، ومسعد كامل رئيس قطاع الموازنات بوزارة النقل، بعد شكوى العاملين ضدهما بعدم نقل شكواهم للوزير. وفي قطاع الطرق والكباري، أطاح الجيوشي بأعلى قيادة تنفيذية لشركات الطرق وهو المهندس رمزي لاشين رئيس الشركة القابضة للطرق والكباري. وقبل شهر ونصف الشهر، اتخذ الجيوشي قرارًا بإقالة مدير محطة مصر مصطفى مهران، ومسؤول النظافة بالبحيرة، ومدير إدارة المبيعات بمحافظة المنيا. من جانبه، قال الدكتور محمد الحداد الخبير البحري واستشاري تشغيل المواني، الرئيس التنفيذي للمجلس العربي لحكماء النقل والتجارة البحرية: "حركة التطهير التي انتهجها وزير النقل في الفترة الأخيرة لتخليص بعض القطاعات والهيئات التابعة للوزارة من القيادات العاجزة غير القادرة على إدارة شؤون القطاعات والهيئات التي يرأسها هي تصرف محمود يحسب له، لكن نتمنى أن تنال هذه الحركة قطاع النقل البحري الغارق في الفساد وهو القطاع الأهم في الوزارة، بل في الدولة ككل بوصفه أحد أهم القطاعات الاقتصادية بحكم الموقع الاستراتيجي للدولة فنأمل أن ينظر الوزير بعين الاعتبار وبنفس النظرة لقيادات النقل البحري التي أصابها الهرم والتي قادت هذا القطاع إلى مستنقع الفساد والمحسوبية والشللية وسيطرة العائلات وأن يبدأ في إحداث نقلة نوعية في هذا الملف الاقتصادي تحدث طفرة يحس بها المواطن البسيط".