** التحرير تزور «المتحف المصري» وترصد: - تنتشر القمامة فى حديقة المتحف.. والتعامل معها بطرق تقليدية - شباك التذاكر المخصص للسياح «خال».. والمرور من البوابة الرئيسية لا يستلزم تذكرة - زائرة مصرية.. مازحة: «والله يا بنى ما أعرف فين عنخ أمون ولا معايا رقمه» - باحث أثرى.. يستفسر: «هو كرسى العرش بتاع توت عنغ آمون راح فين؟» دخول بلا مقابل بمجرد الوصول إلى البوابة الرئيسية للمتحف تجد فى انتظارك فرد أمن يطلب منك ترك متعلقاتك للكشف عنها بجهاز أشعة «إكس راى»، تسخر منه زميلته فى العمل، وتقول: «إحنا أسفين أصل عبد البديع بيزعل لما حد يعدى من غير تفتيش» المرور من البوابة الرئيسية إلى حديقة المتحف لا يستلزم تذكرة، فلا شىء يلزم الزائر سواء أجنبى أو مصرى من دفع مبلغ نظير الدخول إلى الحديقة والتقاط الصورة التذكارية، لكن يتم استخدام التذاكر إذا أراد الزوار مشاهدة التماثيل والمومياوات الموجودة داخل المبنى. فى الداخل توجد قاعات داخلية فسيحة وجدران عالية. ويدخل الضوء الطبيعى خلال ألواح الزجاج على السقف، ومن الشبابيك الموجودة بالدور الأرضى. أما الردهة الوسطى بالمتحف، فهى أعلى جزء من الداخل، حيث تعرض فيها الآثار مثلما كانت موجودة فى المعابد القديمة. وقد روعى فى المبنى أن يضم أى توسعات مستقبلية، كما يتناسب مع متطلبات سهولة حركة الزائرين من قاعة إلى أخرى. كما توزع الآثار على طابقين، الطابق السفلى منها يحوى الآثار الثقيلة مثل التوابيت الحجرية والتماثيل واللوحات والنقوش الجدارية. أما الطابق العلوى فيحوى عروضا ذات موضوعات معينة مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية وآثار الحياة اليومية وصور المومياوات والمنحوتات غير المكتملة وتماثيل وأوانى العصر اليونانى الرومانى وآثار خاصة بمعتقدات الحياة الأخرى وغيرها. القطط والكلاب زوار دائمون من المشاهد المستغربة ما التقطته عدسة «التحرير» من انتشار القطط والكلاب الضالة داخل المتحف المصرى، وهو ما لفت انتباه العدد القليل من السياح، الذين حرصوا على زيارة المتحف، لا يهتم أفراد الأمن بمثل هذه المسائل، حيث تتحرك الكلاب الضالة وسط السياح كما تجذب القطط أنظار الجميع بشكل دفع عددا من السياح إلى التقاط صور لها. وتنتشر القمامة فى الحديقة الخاصة بالمتحف، بينما يتم الاكتفاء بالطرق التقليدية لنظافة المكان، حيث ينتشر عمال يحملون المكانس اليدوية. شباك السياح «بلا سياح» المتحف المصرى كان يستقبل فى الأيام العادية قبل ثورة 25 يناير مئات الزائرين، الذين كانوا يتزاحمون لإلقاء نظرة على القناع الذهبى للفرعون توت عنخ آمون، أو مومياء رمسيس الثانى التى تعود إلى 3000 سنة، بينما انخفضت أعداد الزائرين تدريجيا بداية من عام 2011. على جهة اليمين بعد مرور البوابة الرئيسية للمتحف يوجد شباك تذاكر مخصص للسياح، حيث سعر الواحدة 75 جنيها للزائر العادى، و35 جنيها للطلاب الأجانب، كما يوجد شباك آخر للمصريين والعرب سعر التذكرة 10 جنيهات. رصدنا خلو شباك الحجز الخاص بالسياح، ويتردد أعداد قليلة مع مرور الوقت، بينما يزداد عدد الزوار العرب بشكل ملحوظ مقارنة بالأجانب والمصريين، كما أن معظم الزوار العرب اهتموا بالتقاط الصور دونما إلمام أو محاولة التعرف على التماثيل المومياوات، وذلك عندما وجهنا لهم أسئلة حول أسباب زيارتهم للمتحف المصرى. مشادة ثم دعابة أثناء رحلة التجول فى الطابق العلوى، الذى يحوى عروضا ذات موضوعات معينة مثل المخطوطات وتماثيل الأرباب والمومياوات الملكية، وقعت مشادة بين زائرة مصرية وعاملة نظافة، وارتفع صوت السيدة المصرية حتى انتبه لها جميع المنتشرين فى المكان، حيث أبدت انزعاجها من طريقة التعامل معها. استفسرنا منها عن المكان المخصص عن مكان «توت عنخ أمون» فردت مبتسمة: «والله يابنى ما أعرف فين توت عنخ أمون ولا معايا رقمه»، وهو ما دفع عددًا كبيرًا من الزوار إلى تبادل الضحكات فيما بينهم، وتغير موقف السيدة من الانفعال إلى توجيه الدعابات وسط اهتمام عدد من الزائرين. طفل.. مرشد سياحى ينظر الطفل هيثم مصطفى، الذى لا يتخطى عمره 12 عامًا باهتمام إلى بعض القطع الأثرية، يتحدث بكل جراءة للزوار عن محتوياته، وبعد قراءة الكتابات الموجودة داخل الفاترينة ويقول: «هذه شقفة فرعونية»، سألته «التحرير» عن قطعة فرعونية لها شكل غريب فقال: «إنه خاتم فرعونى ماعرفش إزاى شكله كدة!!». المشهد السابق رغم بساطته إلا أنه يعبر عن مشهد أكبر وهو أن جميع المصريين والعرب الذين تواجدوا داخل المتحف لا يعرفون أى شىء عن محتويات المتحف المصرى، وعندما طلبنا منهم الحديث عن معلوماتهم عن محتوياته حملت جميع الإجابات ردود تحمل ابتسامات تكشف عن جهلهم بالقطع الأثرية الموجودة حولهم. توت عنخ آمون.. راح فين؟ فى مشهد مختلف تجمع عدد كبير من طلاب جامعة القاهرة حول باحث أثرى كان يتحدث عن معلومات هامة عن القطع الأثرية والتماثيل الموجودة داخل المتحف، لكنه قرر فجأة الصمت وتوجيه نظرات إلى محيط الطابق العلوى من المتحف، وقال بدهشة: «هو كرسى العرش بتاع توت عنخ أمون راح فين؟»، وتابع قائلا: «واضح إن فيه حاجة غلط، ماعرفش ليه اختفى!!».