احتفل المجلس الأعلى للثقافة أمس الأربعاء بمئوية المخرج الراحل رائد الواقعية في السينما المصرية صلاح أبو سيف، بحضور وزير الثقافة حلمى النمنم ولفيف من الفنانين أبرزهم الفنانة القديرة سميحة أيوب وأنوشكا. وقال النمنم إن أي دارس لأحوال المجتمع المصري سيتوقف طويلًا أمام صلاح أبو سيف لقيمته الكبيرة في السينما المصرية والعربية، وأفلامه التي تدور في إطار توثيق أحوال مصر، مشيرًا إلى أن أعماله تعد رصدًا دقيقًا للمجتمع المصري اقتصاديًّا وأخلاقيًّا وسياسيًّا. وأضاف أن أبو سيف سيظل بيننا دائمًا، فالعمل الفني لا يقاس بوقت إبداعه ولكن بامتداد أثره، وأنه كلما شاهدنا أعماله نجد أنها ممتدة وتعبر عن الواقع، مشيرًا إلى أن الاحتفال به جاء نتيجة للصدق والإخلاص الذي قدم به أعماله. وأكدت الدكتورة أمل الصبان الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، أن صلاح أبو سيف من أبرز رواد الواقعية في السينما المصرية في مشوار امتد لأكثر من ستين عامًا، وأشارت إلى لمحات من حياة أبو سيف منذ أن تعرف على نيازي مصطفى وسفره إلى باريس، ثم تقديمه لأعمال فنية عديدة أبرزها فيلم الفتوة وفجر الإسلام، وأنه كان أستاذًا للعديد من المخرجين العباقرة في الأجيال التالية. وأضافت أنه تولى عددً كبيرًا من المناصب الإدارية والفنية، كما نال جوائز وأوسمة عدة في الكثير من المهرجانات الفنية والسينمائية. وقال أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة إن أبو سيف بدأ مشواره السينمائي منذ أن كان طفلًا عندما عشق السينما والشاشة الفضية، مشيرًا إلى أن سينما أبو سيف واقعية توضح المجتمع بطبقاته كاملة، فالسينما مثل الترجمة جسر بين الشعوب. وقالت الفنانة سميحة أيوب إن صلاح أبو سيف علم كبير وفنان عظيم، وأنه كان يحب الممثلين الذين يعملون معه في البلاتوه، فكان أمينًا مع كل الممثلين ويوجه الجميع، وذكرت الكثير من مواقف المخرج الراحل معها في العديد من الأعمال. وقالت الفنانة أنوشكا إنها سعيدة لأنها آخر عنقود أفلام صلاح أبو سيف، بعد مشاركتها في فيلم السيد كاف"، واستعرضت ذكرياتها مع المخرج الراحل، وذكرت أنها كانت تتمنى وجوده لينقد أعمالها الحالية بعد أن طلب منها الاهتمام باختيار أعمالها. وأضافت أنه تميز بالبساطة في التعامل والتواضع الشديد والرقي في التعامل.
وأشار الناقد أشرف غريب إلى أن قيمة صلاح أبو سيف أنه كان مثقفًا حقيقيًّا، يدرك قيمة الثقافة كعلم وعمل، بالرغم من أنه لم يكمل الدراسة الجامعية ولكنه قرأ وكون معرفة موسوعية كبيرة وأتقن اللغة الإنجليزية. وأضاف أنه كان ينقل الواقعية من وجهة نظره وليس محاكاة، مشيرًا إلى أن أحد نقاد السينما الألمانية اختار فيلم الفتوة كأحد أهم أفلام السينما في العالم، مؤكدًا أن أعماله ستظل خالدة في التاريخ السينمائي. وأكد المخرج هاشم النحاس أن كل مخرج هو شعاع ومصدر نور لكل من حوله، يضيء ويمنح حيويته لكل الأجيال القادمة.
وذكر النحاس ملامح من ذكرياته مع صلاح أبو سيف، منها كتابته عن مقال نقدي في مجلة "المجلة " عن أفلامه، والذى أكد فيه أن أبو سيف كان مطورًا للنقد أيضًا وليس للسينما فحسب. وفي نهاية الاحتفالية تم عرض فيلم عن الراحل صلاح أبو سيف بعنوان " نمرة 6 " ، وكان المجلس الأعلي للثقافة أصدر كتابًا بعنوان "نغمات على شاطئ الواقعية" من تأليف الدكتورة رانيا يحيى، كما أقام المجلس معرضًا لأفيشات أهم أفلام المخرج الراحل.