العويط: جامعة الدول العربية تستقبل أكبر تجمع للهيئات والمجالس التكاملية منذ تأسيس منظمة الفكر العربي - المؤتمر تحت رعاية الرئيس المصري بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين لانشاء مجموعات وتكتلات عربية من أجل مواجهة المخاطر - الأحداث في البلدان العربية تهددنا جميعا تستضيف القاهرة، في الفترة من 6 إلى 8 ديسمبر الجاري حدث هام، حيث تشهد جامعة الدول العربية مؤتمر الفكر السنوي الرابع عشر تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبشراكة مع جامعة الدول العربية.. «التحرير» حاورت الدكتور هنري العويط المدير العام لمنظمة الفكر العربي، لمعرفة الدور الذي تقوم به المؤسسة والدوافع وراء اختيار القاهرة لاستضافة مؤتمر فكر 14 في هذا العام، والاستعدادات لهذه الفاعلية الهامة، وفي السطور التالية نص الحوار: ◄ حدثنا عن دور مؤسسة الفكر العربي وطبيعة عملها؟ - مؤسسة الفكر العربي تعقد سنويًا في كل بلد مؤتمرًا باسم "الفكر"، وتلتزم بقاعدة في مجمل مشاريعها وبرامجها وأنشطتها ومؤتمراتها تتمثل في تغطية مختلف البلدان العربية، وانعقد اللقاء التأسيسي الأول في القاهرة. ◄ لماذا اخترتم القاهرة لتنظيم مؤتمر فكر السنوي الرابع عشر؟ - هذا العام تم اختيار مصر لعدة أسباب أولها مناسبة إحياء الذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية، والسبب الثاني أن مصر تتولى هذه السنة رئاسة القمة العربية في دورتها السادسة والعشرين، أما السبب الثالث أننا نتحدث عن موضوع التكامل العربي، ومصر لديها تجربة تاريخية ومواقف معروفة على الصعيد القومي، بالإضافة إلى موقعها ووزنها ودورها لذلك اخترنا المكان. ◄ هل ينعقد المؤتمر بالتنسيق مع جامعة الدول العربية أم أن المسألة أبعد من ذلك؟ - المؤتمر يتم بالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ليس فقط بالتنسيق والتعاون، وبدأنا الإعداد منذ الصيف بعقد 6 ورش عمل في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من 31 أغسطس إلى 13 سبتمبر، وكانت أيضًا في مقر الأمة وبالتعاون والتنسيق والشراكة معها، لأن الجامعة هي الهيئة العربية المعنية رسميًا بتنسيق الجهود في كل ما يتعلق بالعمل العربي المشترك. ◄ ما الأسباب وراء اختيار موضوع التكامل العربي للمناقشة في هذا المؤتمر؟ - ذلك لأسباب داخلية وخارجية، ويوجد توجه على الصعيد العالمي لتجاوز الكيانات الصغيرة وإنشاء تكتلات، لأنه على كافة الأصعدة، الدولة لم تعد قادرة للقيام بكل الأعباء والأدوار لذلك تتجه مجموعات الدول لإنشاء تكتلات، والأمثلة عديدة مثل تجربة الاتحاد الأوروبي والإتحاد الافريقي ومجموعة دول أمريكا اللاتينية، كما يوجد توجه عالمي لإنشاء تكتلات، ليس من المستغرب أن تحاول المؤسسة والجامعة للدعوة لإنشاء تجمع عربي، لاسيما أن الفكرة انبثقت قبل كافة هذه الاتحادات العالمية، إذ تم تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945. ◄ ما أهمية تفعيل هذا الدور في الوقت الحالي؟ - الأوضاع العربية الحالية في العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها من البلدان تستدعي التحرك، لاسيما أن الأحداث التي تجري في الدول العربية لا تدعو إلى الاطمئنان أوالارتياح، حيث توجد دول تتعرض للتقسيم وكيانات تتفكك، وهو ما يهدد بعض الدول العربية الأخرى، كما أن الأوضاع التي يمر بها العالم العربي اليوم تستدعي من المفكرين وأصحاب القرار والمسؤولين في القطاعين الرسمي ومنظمات المجتمع المدني أن يتحركا نحو التفكير خصوصًا أن التحديات كبيرة، وإذا استمرت الأوضاع على ما هو عليه سوف يحدث مزيدًا من الشرذمة والتفكك على صعيد الدول والمجتمعات. ◄ ما الهدف الذي تسعى إليه مؤسسة الفكر العربي؟ - نحن بحاجة على مستوى كل دولة عربية ومجموعة الدول العربية أن تكون هناك مزيد من الوحدة والتماسك والتعاون والتكامل، وعلى الصعيد العسكري والأمنى أن يحدث تحالف عربي لمحاربة الارهاب، كما لابد من التعاون على الصعيد الاقتصادي والثقافي وغيرها من الأصعدة. ◄ نتحدث دائمًا على العمل العربي المشترك لكنها لا تتعدى مرحلة الشعارات.. فما تعليقك؟ على الصعيد الثقافي يوجد عناصر تكامل موجودة حتى دون إرادة سياسية أو توجه، وكذلك الأمر على صعيد السينما والتليفزيون والدراما، ولا توجد حدود فاصلة، كما هو الحال في الشعر والأدب والفنون، لكن توجد عناصر بحاجة إلى تنسيق، والمؤتمر يبحث عن تحديات وأفاق، وإبراز الحاجة إلى التكامل، انطلاقًا من التجارب التكاملية القائمة لذلك وجهنا الدعوة إلى الإعلاميين والشباب وهيئات المجتمع المدني والنخب الثقافية والفكرية والمسؤولين الحكوميين في القطاع الرسمي من أصحاب وصناع القرار، لكننا دعونا بصورة أساسية كل المنظمات والمؤسسسات والهيئات والاتحادات والمجالس التكاملية لاسيما أن في العالم العربي المئات منها. ◄ هل وجود مثل هذه المجالس يمثل إضافة إلى المؤتمر؟ - لا ينقص العالم العربي هيئات ومنظمات ومؤسسات تكاملية، ولكن قلما اتيحت المناسبة لهذه التجمعات والتكتلات وهذه المؤسسات والهيئات والمجالس للاجتماع مع بعضها البعض لكي تفكر في موضوع واحد وهو التكامل، وقد يكون المؤتمر التأسيسي لأنه الملتقى الأول لكل هذه الهيئات التكاملية، وللمرة الأولى التي تجتمع فيها هذه المؤسسات والمنظمات تحت سقف البيت الذي انبثقت عنه والمتمثل في جامعة الدول العربية، أما في جلسة الافتتاح ستكون في فندق الماسة لأنها برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومبدئيًا الإجراءات اتخذت بأنه سيكون من ضمن الحضور، أما باستثناء الجلسات الرسمية كل الجلسات سوف تعقد في مقر جامعة الدول العربية، ورمزية الأمر أنها أول مرة لكل هذه الاتحادات المنبثقة عن الجامعة أن تلتقي تحت سقفها.